الذكرى السابعة لاستشهاد فيصل أبو ليلى، مقاوم عانقت روحه الحرية

الذكرى السادسة لاستشهاد فيصل أبو ليلى، مقاوم عانقت روحه الحرية

 

“فيصل أبو ليلى” الذي يصادف ذكرى استشهاده اليوم، في الخامس من حزيران. ويعد استشهاده حدثاً مهماً في تاريخ منبج المعاصر. فهو مثل الروح الثورية في أسمى معانيها من خلال دفاعه عن وطنه، وقدم الكثير من التضحيات التي ستبقى راسخة للأجيال القادمة.

في هذا التقرير سنسلط الضوء على شذور ومقتطفات من حياة وبطولات الشهيد فيصل أبو ليلى، بالإضافة إلى رؤية مجلس منبج العسكري.

 

المولد والنشأة

ولِدَ الشهيد فيصل سعدون في مدينة منبج من عام 1984م، من أسرة كرديّة وطنية ومناضلة. له ثلاث من الأخوة أكبر منه واثنين أصغر منه، لم يُكمل دراسته فعمل ميكانيكياً.

وعرِف عنه إدارته لشؤون العائلة التي كانت في يده بكل مفاصلها، كما اشتهر بنزعته الثورية وعدم قبوله للظلم على أحد، وأيضاً بتواضعه ومجالسته للكبار والصغار، قبل أن يرى نفسه قائداً عسكرياً حين انضم للثورة في منبج بداية 2011م.

 

الحركة الثوريّة

شكّل أبو ليلى مع عبدو مصروع جبهة الأكراد في عام 2012 م. وعمل على تنظيم الحركة الكردية في منبج، ثم توجه لحلب وقاتل النظام السوري، وحرروا وقتها مركز الإطفائية وقسم المخابرات، وقاوم في الأشرفية لستة أشهر.

تعلم مقاتلو جبهة الأكراد قتال الشوارع، وغدا كل عنصر منهم كادراً متمكناً في قتال الشوارع، وناضلوا كثيراً في ريف حلب الشمالي، ثم عادوا لمنبج، ثم انسحب وعاد هو ورفاقه لمنبج وذهب قسم منهم إلى عفرين، وغيّروا اسمهم لأحرار سوريا ليقاتلوا مع الجيش الحر ويفهموا تكتيكاتهم، وبقيت جبهة الأكراد بقيادة عبدو مصروعاً في حلب.

أكمل نضاله مع أحرار سوريا دون صديقه في منبج حتى وصول داعش إليها عام 2013. وكان آخر فصيل في منبج يقاوم ضد داعش، في المقابل كان هنالك 88 فصيلاً للفصائل المسلحة للجيش الحر في منبج، اتفقوا في بادئ الأمر على مقاتلة داعش إلا أن جميعهم فيما بعد قاموا بمبايعة داعش سراً، وهاجموا أحرار سوريا، مما اضطرها للانسحاب من منبج، واستقروا في قرية بقره قوزاق.

بقي أبو ليلى برهةً من الوقت، ثم انسحب إلى قرية (قروج) أثناء مهاجمة داعش لمدينة كوباني في 15 أيلول، وقاوم في كوباني، واستشهد خلال ذلك ثمانية من رفاق دربه، وكان عدد رفاقه آنذاك حوالي المئة.

 

 

قائداً للحملة

بدأت حملة منبج، ولم تكن الدولة التركية غير موافقة على دخول الكرد إلى الطرف الآخر، حجتهم في ذلك أن حدّهم هو ما قبل السدّ من الشرق.

لكن مع وجود فيصل أبو ليلى الذي يقاتل في منطقة ذات أغلبية عربية، واسمه أيضاً يوحي بأنه عربي، وخاصّةً أن كتيبته كانت ضمن ألوية كتائب فجر الحريّة المسماة بشمس الشمال، فقد اتفق التحالف الدولي على توليه حملة تحرير منبج؛ كونه منها، وثمة أمر آخر فأبو ليلى ذاهب لتحرير بلدته (منبج).

 

استشهاده

وقع بعض رفاق أبو ليلى في كمين، وكان عددهم خمسة أشخاص، فدخلوا إحدى القرى ظناً منهم أنها خالية، ولكن المفاجأة بدت بخروج خمسين من مرتزقة داعش وأحاطوهم وحاصروهم.

وما أن سمع أبو ليلى بذلك حتى هرع على الفور لنجدتهم، على الرغم من محاولات الرفاق ثنيه إلا أن الشهيد فيصل أبو ليلى قام بنجدتهم من الكمين حيث قام بتفجير البيت الذي يتحصن به الخمسين إرهابي بالسلاح الثقيل والدوشكا، ولم يتمكن حينها أياً منهم النجاة بل أحرق البيت بمن فيه، وأثناء عودة أبو ليلى إلى نقطته العسكرية، استُهدف بصاروخ حراري، نُقل على إثرها على متن حوامة للتحالف الدولي إلى مدينة السليمانية للمعالجة لكنه استشهد بعد أيام جرّاء الإصابة البليغة.

 

رؤية مجلس منبج العسكري

تعد الذكرى السابعة لاستشهاد فيصل أبو ليلى حدثاً مهماً في تاريخ منبج الحديث. ولم يكن حادثة استشهاده عادية بقدر ما كانت ملهمة لغيره. كان عاشقاً للقتال ومؤمناً بأنه لا حياة لمنبج بغير مجلسها العسكري الذي يحميها.

ولطالما كان يرى ضرورة الاستعداد لحرب قادمة وليس لحرب سابقة، يعنى التبحر في العلم العسكري. ويعني ذلك أن يصبح القائد قدوة بسلوكه وليس بكلماته، لا يقول لجنوده تقدموا وإنما يقول لهم اتبعوني.

 

وفى ذكرى استشهاده الذي يصادف اليوم، في الخامس من حزيران، فإن المجلس العسكري يرى في الشهيد فيصل أبو ليلى تجسيداً لعقيدة يتصدر فيها القائد الصفوف، وفى الخطوط الأمامية.

وعلى مدى سنوات من تحرير منبج، سوف تستمر هذه العقيدة من خلال التدريب ورفع الجهوزية التامة، وسيواصل أبطال المجلس العسكري أداء مهامهم، فبعضهم قدم حياته فداء للوطن، في مواجهة الإرهاب الخسيس، وهو أمر يختلف عن الحروب النظامية، لكونه يتم بخسة وغدر، ومع هذا فقد نجحت القوات المسلحة طيلة سبع سنوات في هزيمة الإرهاب الذي أسقط دولاً وهدد أخرى، ونشر الفوضى في المنطقة، لكن الإرهاب انكسر في منبج.

ونذكر في ختام هذا التقرير، قول مبعوث الرئيس باراك أوباما الخاص للتحالف الدولي، بريت ماكغورك، في تغريدته: “إننا سنصلي لروح الشهيد أبي ليلى، الذي ضحى بنفسه من أجل تحرير وطنه”.

المركز الإعلامي #لمجلس_منبج_العسكري