القائد العام لـ(قسد): لن ننسحب من أيِّ منطقةٍ.. والحربُ سَتَمْتَدُّ إلى كُلِّ المناطِقِ المُحتلَّة في حال وقوعِ العدوان
القائد العام لـ(قسد): لن ننسحب من أيِّ منطقةٍ.. والحربُ سَتَمْتَدُّ إلى كُلِّ المناطِقِ المُحتلَّة في حال وقوعِ العدوان
قال القائد العام لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة “مظلوم عبدي”، في مؤتمر صحفيٍّ عقده لوسائل الإعلام، أمس الجمعة، بأنَّ الدَّولة التُّركيّة، ومنذ شهرين، تُهدِّدُ بشَنِّ عدوانٍ جديدٍ على مناطق شمال وشرق سوريّا، وجاءت على لسان الرَّئيس التُّركيّ رجب طيّب أردوغان، ولهذا السبب حشدت قوّاتها العسكريّة على طول الحدود ونِقاط التَّماس في تل رفعت ومنبج ومناطق الشَّهباء.
وأضاف “عبدي” إنَّنا على قناعة تامَّةٍ بأنَّ الدَّولة التُّركيّة لم تَشُنّ عدوانها على مناطق شمال وشرق سوريّا، لأنها لم تجد الفرصة المناسبة لها أو تَمَّ تأجيل شَنِّ العدوان، لكن ريثما تجد الظروف المناسبة؛ فإنَّها لن تتوانى عن تنفيذ تهديداتها، فهي تجري تحضيراتها للبدء بالعدوان.
وأوضح القائد العام لـ(قسد) أنَّ الدَّولة التُّركيّة تتذرَّع بعدم التزامنا، نحن في قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، بتنفيذ بنود اتّفاقيّة سوتشي التي وقَّعها الرَّئيس التُّركيّ أردوغان مع الرَّئيس الرّوسيّ بوتين عام 2019، وذلك لتبرير عدوانها، والحُجَّة الأخرى أنَّها ترى في قوّاتنا خطراً يُهدِّدُ الأمن القوميّ التُّركيّ، وهي مزاعم لا أساس لها من الصِحَّة.
وتابع “عبدي” قوله: “لكن الحقيقة التي عايشها الجميع خلال السَّنوات المنصرمة بعد اتِّفاقيّة سوتشي، أنَّ دولة الاحتلال التُّركيّ هي التي تخرق الاتّفاقيّة ولم تلتزم بها أبداً، حيث مارست سياسة التغيير الدّيمغرافيّ في المناطق المحتلّة من قبلها، كما لم تتوقّف اعتداءاتها وهجماتها على مناطقنا في يوم من الأيّام”.
وأردف القائد العام لـ(قسد) بالقول: “إن أردنا التحدّث حول حصيلة اعتداءات دولة الاحتلال التُّركيّ خلال شهر حزيران فقط ونشرها إعلامنا؛ فإنَّها استهدفت مناطقنا أكثر من /1360/ مرّة من خلال القصف المدفعيّ، إضافة إلى /6/ محاولات تسلّل فاشلة لاحتلال المزيد من المناطق وأحبطتها قوّاتنا، كما شَنَّت /7/ عمليّات انتحاريّة أسفرت عن استشهاد /6/ مدنيّين، واستهدفت /22/ مرّة قوّاتنا عبر الطائرات المُسيَّرة “الدرون”.
ولفت “عبدي” أنَّ المناطق التي تحتلّها تركيّا، تحوَّلت إلى ملاذٍ آمنٍ لقيادات تنظيم “داعش” الإرهابيّ، فقد قُتِلَ فيها ثلاثة من زعماء “داعش”، كـ”البغدادي وأبو حسن المهاجر وقرداش” وأخيراً زعيم التَّنظيم في سوريّا المدعو “ماهر العقّال”، وحتّى هجوم التَّنظيم الإرهابيّ على سجن الصناعة بالحسكة، تأكَّدَ لنا، ومن خلال التَّحقيقات التي أجريناها مع عناصر التَّنظيم ممّن تَمَّ اعتقالهم من قبل قوّاتنا، أنَّ غرفة عمليّاتها التي خطَّطت للعمليّة وأشرفت عليها كانت في المناطق التي تحتلّها تركيّا.
“عبدي” أكَّدَ على القول: “بناءً على هذه المُعطيات؛ فإنَّ الجانب التُّركيّ لم يلتزم ببنود اتِّفاقيّة سوتشي ووقف إطلاق النّار وخفض التَّصعيد وليس نحن، بل نعلن مَرَّةً أخرى، أنَّنا التزمنا بالاتِّفاقيّة ومنذ اليوم الأوّل لتوقيعها، حيث انتشرت قوّاتنا على بعد /30/ كم عن الحدود السُّوريّة – التُّركيّة، فيما انتشرت قوّات الحكومة السُّوريّة في تلك المناطق، وإلى الآن تُسيَّر دوريّات روسيّة – تركيّة مشتركة في تلك المناطق”.
ونَوَّهَ “مظلوم عبدي” أنَّ هدف دولة الاحتلال التُّركيّ الأوّل وأد القضيّة الكُرديّة وإبادة الكُرد، واحتلال مزيد من الأراضي السُّوريّة، وبالتّالي تقسيمها وعرقلة حَلِّ أزمتها.
وأشار القائد العام لـ(قسد) “مظلوم عبدي” بأنَّهم خلال الشَّهرين المنصرمين أجروا اتّصالات وحوارات عديدة مع شركائهم وحلفائهم، خاصَّة مع الجانبين الأمريكيّ والرّوسيّ، لمنع وقوع العدوان، ووضع حَدٍ لاعتداءات دولة الاحتلال التُّركيّ.
ولفت “عبدي” إلى أنَّ الأوضاع والظروف مختلفة عمّا كانت عليها في أعوام 2018 و2019 أثناء العدوان على عفرين وسري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، فجميع الدّول التي أجروا اتّصالات معها، أبدت معارضتها لأيِّ عدوانٍ تركيٍّ على مناطق شمال وشرق سوريّا، ولم تعلن أي دولة عن دعمها لها.
“عبدي” أكَّدَ أنَّه بالرَّغم من الموقف العلنيّ لقوّات التَّحالف الدّوليّ والولايات المتّحدة بمعارضتها لأيِّ عدوانٍ تركيٍّ على مناطقهم؛ إلا أنَّها ضعيفة وغير كافية لردع دولة الاحتلال التُّركيّ، فهي لاتزال تواصل إطلاق تهديداتها اليوميّة بشَنِّ العدوان.
وقال قائد قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة بأنَّ “أحد أهداف العدوان التُّركيّ توجيه ضربة إلى الجهود المشتركة لقوّاتنا مع قوّات التَّحالف الدّوليّ للقضاء على خطر تنظيم “داعش” الإرهابيّ، فقوّاتنا لا تستطيع القتال والمقاومة على جبهتين؛ ضُدَّ العدوان التُّركيّ وتنظيم “داعش” الإرهابيّ، ونعلن للعالم أجمع بأنَّ جهودنا الآن منصبَّةٌ على ردِّ العدوان التُّركيّ، فعمليّاتنا التي استهدفت خلايا التَّنظيم الإرهابيّ خلال شهر مايو/ أيّار المنصرم وصلت إلى /73/ عمليّة، فيما تراجعت إلى /30/ عمليّة فقط خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، بسبب انشغالنا بردِّ هجمات الاحتلال التُّركيّ”. وتابع “أيُّ عدوانٍ تركيٍّ سيؤثِّرُ بشكل مباشر على قتالنا ضُدَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ، كما سيعرِّض أمن معتقلي التَّنظيم في السُّجون وفي مخيّم “الهول” إلى خطر كبير، ولا نستطيع أن نضمن استمرار حمايتنا لها”.
وأعاد القائد العام لـ(قسد) التَّذكير بأنَّ لديهم معلومات استخباراتيّة موثَّقة بأنَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ يجري تحضيراته واستعداداته لشَنِّ عمليّات إرهابيّة في مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريّا، وخاصَّةً على مخيّم “الهول” بالتّزامن مع أيِّ عدوان تركيّ وقد تخرج الأمور عن السيطرة حينها، وقال “لقد نقلنا مخاوفنا هذه إلى قوّات التَّحالف الدّوليّ أيضاً”.
وأوضح “عبدي” أنَّهم أجروا نقاشات واتّصالات مع روسيّا التي تتمتّع بنفوذٍ عسكريٍّ في المناطق التي حدَّدها الاحتلال التُّركيّ بشَنِّ العدوان عليها، خاصَّةً في منبج وتل رفعت، وذلك لردعها، بالتَّزامن مع نشر قوّات الحكومة السُّوريّة فيها.
وأشار “عبدي” أنَّ هناك جهود روسيّة لوقف التَّهديدات التُّركيّة وأيّ هجوم محتمل على تلك المناطق، وأضاف “نحن نُقدِّر الجهود الرّوسيّة، ومن جانبنا نقوم بما يقع على عاتقنا للمساهمة في وقف العدوان”.
وقال “عبدي”: “إحدى نتائج اتّصالاتنا ومباحثاتنا مع الجانب الرّوسيّ، أسفرت عن نشر قوّات الحكومة السُّوريّة في بعض المناطق الحدوديّة التي تتعرَّض للتَّهديدات مثل كوباني، فهي المُكلَّفة بحماية الحدود والسِّيادة السّوريّة فيها”.
ولفت “عبدي” أنَّ محاولاتهم مستمرِّة لمنع وقوع أيّ عدوان على مناطقهم، موضِّحاً أنَّهم عانوا خلال عشر سنوات المنصرمة من ويلات الحروب، مشيراً إلى أنَّهم سيقومون بما يقع على عاتقهم من مسؤوليّات لحفظ الأمن وإرساء الاستقرار في مناطقهم وسوريّا عموماً.
وشدَّدَ القائد العام لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة “مظلوم عبدي” على أنَّه “بالرَّغم من جهودنا المستمرّة لنشر السِّلم وعدم اللّجوء إلى الأساليب العسكريّة والعنفيّة لحَلِّ الأزمات، وهذا ما أوضحناه لجميع الجهات الدّوليّة، فإنْ وَقَعَ العدوان على مناطقنا؛ فإنَّنا على استعدادٍ تامٍّ للدِّفاع عنها، وبكُلِّ السُبُلِ المُتاحة والمشروعة”.
وحول تحضيراتهم لصَدِّ أيِّ عدوانٍ تركيٍّ محتمَلٍ على مناطقهم، قال “عبدي”: “أجرينا تقييمات دقيقة حول العدوان التُّركيّ على عفرين وسري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، وتجاوزنا الأخطاء التي وقعت فيها قوّاتنا، واستفدنا من تلك التَّجارب، كما أنَّ استعداداتنا جيّدة، ونؤكِّدُ اليوم أنَّنا أقوى من السّابق، وسنتمكّن من صَدِّ أيِّ عدوانٍ على مناطقنا”.
ولفت عبدي” أنَّه في حال شَنَّت الدَّولة التُّركيّة أيَّ عدوان على مناطقهم؛ فإنّها لن تُحقِّقَ الأهداف التي رسمت وخطَّطت لها بتلك السهولة، بل ستواجه بمقاومة عنيفة من قبل قوّاتنا؛ وستكون معركة طويلة وشاملة، ونهايتها ستكون نهاية دولة الاحتلال في سوريّا.
وأكَّدَ القائد العام لـ(قسد) أنَّهم لن يكونوا وحدهم في هذه المعركة، بل ستكون معركة الشَّعب السُّوريّ بجميع مكوِّناته، في شمال وشرق سوريّا، وعموم سوريّا، بما فيها قوّات الحكومة السُّوريّة، وكُلُّ من يغار على وحدة الأراضي السُّوريّة سيشارك في هذه المعركة ويقف ضُدَّ العدوان.
“عبدي” أكَّدَ أنَّهم لا يريدون الدّخول في أيِّ حربٍ، ومع أيِّ طرفٍ كان، ويحاولون الحفاظ على خفض التَّصعيد، لكن في حال فرضت عليهم الحرب؛ فإنَّهم سيقاتلون دفاعاً عن أراضيهم.
وبصدد إمكانيّات دولة الاحتلال التُّركيّ في شَنِّ العدوان، قال “عبدي”: “الأوضاع مختلفة بالنِّسبة للدَّولة التُّركيّة عمّا كانت في أعوام 2018 و2019، فهي الآن ليست بتلك القوّة السّابقة، بل تعاني من أزمات عديدة خانقة في الدّاخل وتحاول تصديرها إلى الخارج عبر شَنِّ الحروب، ونؤكِّد أنَّنا الآن أقوى ممّا في السّابق، وشعبنا وقوّاتنا لديهما الاستعداد لصَدِّ أيّ هجومٍ أو عدوان على مناطقنا.
وأشار “عبدي” أنَّهم لن ينسحبوا من أيِّ مناطق، بل سيقاومون أيَّ عدوان يُشَنُّ على مناطقهم، ليس فقط الشَّعب الكُرديّ ومكوّنات شمال وشرق سوريّا وحدها ستقاوم العدوان، بل عموم الشَّعب السُّوريّ.
وقال “عبدي”: “في حال لو وقع أيُّ هجومٍ أو عدوانٍ تركيٍّ على مناطق شمال وشرق سوريّا؛ فالحربُ ومقاومتنا لها ستَمتَدُّ إلى كافّة المناطق المحتلّة، ولن تبقى محصورة في المناطق التي يستهدفها الاحتلال التُّركيّ فقط، وستكون حرب الشَّعب السّوريّ برُمَّتِهِ. وبناءً على ذلك؛ يجب وضع جميع الخلافات الحزبيّة والسِّياسيّة جانباً، والمشاركة في رَدِّ العدوان، لأنَّه يُهدِّد كامل الأراضي السُّوريّة”، وتابع “كُلُّ من لديه خلافات مع الإدارة الذّاتيّة في شمال وشرق سوريّا؛ عليه أن ينضمَّ إلى معركة الدِّفاع عن الوطن، فالأولويّة الآن هي حماية مناطقنا من الاحتلال، كما ندعو جميع المثقَّفين والكُتّاب إلى اتّخاذ مواقف جريئة من الاحتلال والعدوان”.
وحول سؤال عن عدم إطلاق أيِّ مفاوضات بين الإدارة الذّاتيّة ودولة الاحتلال التُّركيّ خلال الفترة الماضية، وإمكانيّة انسحاب قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة من التَّحالف الدّوليّ لمحاربة “داعش” على اعتبار أنَّ تركيّا أيضاً جزء منها، وكذلك مصير الحوار والمفاوضات مع حكومة دمشق، وهل اقتصر التَّعاون بينهما على جملة من “التَّفاهمات العسكريّة”، وبقيت في إطار إنشاء “غرفة عمليّات مشتركة” لصَدِّ العدوان التُّركيّ، أم تناولت جوانب سياسيّة، قال قائد قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة “مظلوم عبدي”: “لم نعقد أيَّ حوارٍ مباشرٍ مع تركيّا، بل أجرينا عدداً من اللّقاءات عن طريق بعض أصدقائنا، فهي التي لا تُبدي أيَّ رَغبَةٍ في الحوار والمفاوضات، والمشكلة لدى دولة الاحتلال وليست لدينا، رغم أنَّنا أبدينا، ولعدَّةِ مرّات، عن رغبتنا في حَلِّ المشاكل معها عن طريق الحوار”.
وبخصوص المفاوضات والحوار مع الحكومة السُّوريّة، رَدَّ قائلاً: “لا يوجد بيننا حوار سياسيّ مباشر، لكن هناك تفاهم سابق رعته روسيّا، وعلى ضوئها حدثت بعض الأمور الإيجابيّة، خاصَّةً أنَّ التَّصريح المؤخَّر للرَّئيس السُّوريّ بشّار الأسد بأنَّ قوّاته ستقاتل ضُدَّ القوّات التُّركيّة في جميع المناطق التي تحتلّها من سوريّا، وجدناه موقفاً جيّداً ومتطوّراً، وإنْ دخل حيّز التَّنفيذ على الأرض، سينعكس إيجاباً على سوريّا برمَّتها”.
وحول مقتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابيّ في سوريّا المدعو “ماهر العقّال” في المناطق التي تحتلّها تركيّا، وهل كان لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة دور في مقتله، وما هو مدى صحّة المعلومات التي أكَّدَت ضلوع “العقّال” في التَّخطيط وشَنِّ الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة أوائل العام الجاري، قال “عبدي”: “بخصوص العمليّات الأمنيّة التي تجري خارج مناطقنا؛ فإنَّ الإعلان عنها يكون مشتركاً ما بين قوّاتنا وقوّات التَّحالف الدّوليّ، ولن أضيف شيئاً على ما تَمَّ الإعلان عنه عبر وسائلنا الإعلاميّة الرَّسميّة، فهناك عدد من العمليّات التي أعلنّا عنها سويَّةً، وبعضها شاركت فيه قوّاتنا أيضاً، ولكن أستطيع القول بأنَّ جميع العمليّات التي تُنَفَذّ ضُدَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ على الأراضي السُّوريّة تلقى دعماً وتأييداً من قوّاتنا”.
وحول أسباب عدم شَنِّ دولة الاحتلال التُّركيّ عدوانها على مناطق شمال وشرق سوريّا طيلة الفترة الماضية التي كانت تطلق فيها تهديداتها، وإمكانيّة حصول توافق بين دولة الاحتلال وإيران في القمّة التي سيعقدها أردوغان في الأيّام القادمة مع الرَّئيس الإيرانيّ رئيسي والرّوسيّ بوتين، والسَّماح بشن العدوان، قال “عبدي”: “كما تعلمون هناكَ عدوانٌ على مناطق إقليم جنوب كردستان، ويلقى جيش الاحتلال التُّركيّ مقاومة شرسة من قبل عناصر حزب العُمّال الكُردستانيّ، وهذه تُلقي بظلالها على الأوضاع داخل تركيّا، وبشكل مباشر، والسَّبب الأوّل والرَّئيسي لعدم تنفيذ دولة الاحتلال التُّركيّ تهديداتها بشَنِّ العدوان على مناطقنا، هو انشغالها بالحرب في جنوب كردستان، وقد فشلت حسابات ورهانات الاحتلال التُّركيّ في مناطق زاب، آفاشين، ولم تتمكَّن من بسط احتلالها عليها، فهي كانت تعتقد أنَّها خلال فترة قصيرة ستتمكّن من احتلال تلك المناطق، ومن ثُمَّ ستُدير وجهتها نحو مناطقنا، ولكنَّها إلى الآن فشلت في تحقيق أهدافها، ما دفعها إلى توسيع دائرة الحرب، حيث زجَّت فيها قوّات النَّخبة، بالتّزامن مع استخدامها لأحدث أنواع أسلحتها، إضافة إلى بعض المواقف الدّوليّة المعارضة للعدوان التُّركيّ التي لمسناها مؤخَّراً، مثلاً مع روسيّا، رغم مساعي دولة الاحتلال التُّركيّ تقديم كافَّة أنواع التَّنازلات لمختلف القوى الفاعلة في الأزمة السُّوريّة لنيل موافقتها في شَنِّ العدوان، ونحن نولي أهميّة للاجتماع القادم المُزمَع عقده في طهران في التّاسع عشر من هذا الشَّهر، وستحاول دولة الاحتلال التُّركيّة المساومة على العديد من الملفّات مع كُلٍّ من إيران وروسيّا، في سبيل نيل موافقتهما على العدوان، ونأمل ألا تُقدم الدّولتان على منح تركيّا تفويضاً بشَنِّ العدوان”.