المقاتلة “حياة العبيد ” و انطلاقتها نحو حياة جديدة

الإسم : حياة العبيد
من قرية : أبو كهف
أخت لستة أخوات، حياة تسرد قصة انضمامها و حياتها لتقول : كنت اعيش مع عائلتي، ولكن من ضغوطات البيت  لم استطع أن أكمل حياتي معهم. بحيث درست للصف السادس الابتدائي.  و لكن الأهل لم يدعوني أن أكمل دراستي، أو أستلم وظيفة كما كنت أرغب. و فعندما كبرت وهي تعيش تلك الظروف التي لم تستطع أن تتعدى كونها فتاة ريفية،  لم يكن نجاحها في تحقيق ما كانت تتطلع إليه أوفر حظا من الفتيات الأخريات داخل القرية، و لاسيما في سنوات دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى مدينة منبج، بالإضافة إلى العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت تفرض على الفتاة بعدم الخروج من البيت أو ممارسة أية فعاليات أو نشاطات اجتماعية أو الحصول على شهادة في الدراسة. وعند انضمامها في بداية عام 2018 اصبحت تمتلك أهدافا كبيرة في سبيل التخلص من الذهنية  الضعيفة التي كانت تسيطر عليها، و تحطم حواجز التخلف و آثاره من خلال الجهد المتواصل و التدريب. وهنا بدأت تعيش أصدق مشاعر المحبة و  الاحترام و السعادة التي بدأت تدخل كافة تفاصيل حياتها وهي تتقاسم الروح والحياة الرفاقية مع المقاتلات اللواتي انضممن قبلها.
ومع العلم بأن الفتيات في تلك العشيرة لهن حظا أقل في الانضمام إلى الثورة من غيرهن، ولكن هناك رغبة كبيرة عند العديد منهن في الوصول إلى الشخصية القوية ذات إرادة و عزم وثبات ليستطعن الوقوف في وجه أي اعتداء أو ظلم تتعرضن له. ومن أكثر الحالات التي تأثرت بها خلال حياتها في القرية هو اتهام فتاة بالاغتصاب من قبل ثلاثة شبان من القرية. وفي الوقت الذي كان فيه الجيش الحر يسيطر على مدينة منبج، حيث تم سجن الفتاة من قبل  الجيش الحر مدة سنة. وهذا ما دفع بأبيها إلى قتلها أمام أهل القرية جميعا تحت تسمية ” غسل العار” في ذلك الوقت الذي كانت الفتاة فيه بريئة. وقد كانت هذه الجريمة ذات تأثير كبير على كافة فتيات في القرية. والآن فقد أصبحت حياة الفتاة المقاتلة التي تمتشق سلاحها و تدافع عن نفسها و تطور ذاتها أملا في الوصول إلى أعلى المستويات من الوعي و التقدم.

المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري