الشهداء هم الذين وضعوا أسس الحضارة.

منبج-الشهداء هم قادة النصر وصانعي الحرية وبهم يجب التغنّي على مر العصور باسمائهم الخالدة، فهم أعظم من الكلمات وأكبر من الأقوال، فأفعالهم شاهدة على استحقاقهم للخلود، وسنتوقف الآن مع أحد هؤلاء الأبطال وسيرته الذاتية وقصة استشهاده، لتظل منارة يهتدي بهل الجيل القادم.

الشهيد  خليل عبدو الملقب بأبو صياح من مواليد تل عران 1995 كان  طالب في المدرسة وكان وضعه المادي متوسط وكان يتوسط إخوته الشباب في بيته، وهو  أخ خمس بنات وشابين، وكان أبو صياح يمارس حياته الطبيعية إلى حين اندلاع الثورة في البلاد فكان أحد مشاعل النور التي أضاءت بنورها سماء الأمة، وبعد المجزرة التي حدثت في تل عرن والتي كان ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء، ومن بينهم أخوه الشهيد عبدو عبد الذي كان بدوره الأب والأخ والصديق بالنسبة لأبو صياح، أخذت تلك الفاجعة مكاناً كبيراً من الألم  في قلب أبو صياح،  فتوجّه أبو صياح إلى منطقة القامشلي ليلتقي مع أقربائه الذين انضموا من قبل لقوات الجزيرة وليبدأ مسيرته النضالية بكل بسالة.

فقرر الإنضمام إلى قوات الجزيرة، وقاتل مع القوات إلى أن وصل إلى  مدينة منبج وهنا التقى أبو صياح مع ابناء قريته ليكمل مسيرته التي كانت هدفها الحرية والعيش بسلام.

وأثناء تواجده مع قوات منبج العسكرية كان قريب من رفاقه بأخلاقه الطيبة وروح الدعابة التي عرف بها، وأثناء قتاله الشرس أُصيب أبو صياح في معركه منبج لكن هذه  الإصابة لم تحبط من عزيمته وإنما ازداد إصراراً على تحقيق هدفه بالحرية والعيش بسلام، وعاد إلى القتال بجانب رفاقه الذين حرروا مدينة منبج وتابعوا معركتهم متجهين إلى ريف مدينة الباب، وأصيب إصابةً ثانية كادت أن تنهي مسيرته، وعندما رأى أنه يستطيع القتال عاد من جديد وكله إصرار وعزيمة وأصبح قائد  لكتيبة في أثنائها، وتوجه بعد ذلك مع رفاقه إلى الطبقة التي كانت لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش، وبعد تحرير مدينة الطبقة بالكامل، اتجه مع رفاقه إلى مدينة الرقة التي أسميت بعاصمة الخلافة، ليكون النصر حليفهم  رقم كل الإصابات الي أصيب بها لم يتوقف  أبو صياح عن القتال بل تابع مسيره بكل بسالة وعزم وإصرار ليلتحق بدورة فكرية وعسكرية في أكاديمية الشهيد “لورنس” وبعد تخرجه عاد إلى كتيبته ليكون مرابط على الجبهة الغربية لمدينة منبج على جبهة درع الفرات.

وفي أولى حملة قادها مجلس منبج العسكري إلى دير الزور كان من المقاتلين الذين توجهوا إلى هناك ليقود كتيبته ويكون مع رفاقه في معركة عاصفة الجزيرة، وفي أثناء تأديته لواجبة ليكون مع رفاقه في الباغوز وبعد معارك شديدة بين كرٍّ وفرٍّ وفي هجومٍ غاشم يُصاب أبو صياح إصابته الخطيرة التي  أدت إلى  استشهاده  لينضمّ إلى قافلة الشهداء الذين سبقوه من قبله.

26-5-2019

المركز الأعلامي لمجلس منبج العسكري