الشهيدة روجدا… رمز المرأة العربية الرافضة للظلم والعبودية

منبج-كانت المقاتلة العربية منى مصطفى منذ طفولتها تحلم بإتمام الدراسة وبمستقبل مشرق، وحياة سعيدة، ولكن ما حصل قلب كل أحلامها إلى ظلام وهدم كل ما كانت تخطط له، حيث بدأت الأزمة السورية وهي لم تنهي المرحلة الابتدائية بعد، ورغم إصرارها على اتمام الدراسة ولكن ظهور تنظيم داعش الإرهابي وسيطرتها على مدينتها منبج بعد عدة أعوام من الأزمة السورية نسفت كل ماتبقى لديها من أمل في مستقبل واعد، حيث حولت داعش أحلامها إلى كوابيس، وأغلقوا المدارس ومنعوا النساء من الخروج وألبسوهن الجلابيب السود.

كانت منى حينها واعية وتدرك جيداً مايدور حولها، ولم تكن تستطيع تقبل الظلم والعبودية التي فرضتها داعش على المنطقة عامة والمرأة بشكل خاص، ولكن لم يكن بإمكانها فعل شيء.

وبعد مرور عدة سنوات أخرى ازدادت وحشية داعش بحق الأهالي وباتوا يقتلون الناس ويقطعون الرؤوس ويرجمون النساء بتهم باطلة، حتى طالت جرائم داعش عائلة روجدا، حيث أقدمت داعش على إعدام ابن عم لها كان طفلاً وعمره حينها 14 عاماً، وتلاها إعدامهم لزوج أختها بتلفيق تهم باطلة بحقه.

وكل تلك الانتهاكات تزيد الغضب ضد هذا التنظيم الإرهابي في قلب منى، وباتت تفكر في كيفية الانتقام ومحاربة هذا التنظيم.

ومع بدء قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري بإطلاق حملة تحرير مدينة منبج كانت عين وقلب منى تترقب وصولهم إلى مدينتها لتحريرهم من هذا الظلم.

وفور دخول مجلس منبج العسكري إلى منبج سارعت منى مصطفى للانضمام إلى صفوف تلك القوات وكانت حينها قد بلغت الـ 19 من العمر، وكان هدفها هو الانتقام لنفسها ولكافة الفتيات والنساء اللواتي وقعن ضحية ظلم داعش، والانتقام لكل من قتل ظلماً على يد التنظيم الإرهابي.

وعليه انضمت منى إلى تدريبات عسكرية وفكرية مختلفة، وأطلقت على نفسها اسم روجدا، وذلك لحبها وتأثرها بقوة وشجاعة المقاتلات الكرديات ضمن صفوف وحدات حماية المرأة اللواتي هزمن داعش.

كانت دائما تقول يجب على المرأة العربية أيضاً أن تتحرر من القيود المفروضة عليها، وأن تطالب بحقوقها وتكون صابة إرادة حرة، وبحسب الإداريات المشرفات على الأكاديمية التي كانت روجدا تتلقى فيها تدريبات فكرية أنها كانت تقول :”إنني انقذت نفسي من ذلك الواقع المظلم بانضمامي لمجلس منبج العسكري، ويجب علي انقاذ غيري من النساء العربيات وجعلهن يبصرن النور من جديد”.

ولتحقيق ذلك الهدف توجهت روجدا إلى جبهات القتال في ريف منبج لتحرير ماتبقى منها من يد تنظيم داعش، ولعبت دوراً ريادياً بين رفيقاتها في قتال التنظيم، وكانت تمنح القوة والمعنويات لمن معها.

وفي عام 2017 وعندما كانت تحارب التنظيم بريف منبج وتحديدا في قرية البوغاز، حينها شن المرتزقة هجوماً قوياً على القرية وحاولوا محاصرة مقاتلي مجلس منبج العسكري، وحينها أبت روجدا إلا أن تتصدى للهجمات وتقاتل لأخر رمق حتى تنقذ باقي رفاقها ورفيقاتها، وصمدت في الجبهة وكبدت داعش الكثير من الخسائر، لتستشهد بعدها جراء القصف المكثف على القرية وعلى الموقع التي كانت تتمركز فيه.

لتعانق روح روجدا سماء الوطن وتصبح رمزاً لمقاومة المرأة العربية بوجه الظلم والعبودية.

وسجل الشهيدة هو:

الاسم الحركي: روجدا باور

الاسم والكنية: منى مصطفى

اسم الام: مديحة

اسم الأب: ذباح

مكان وتاريخ الولادة: منبج 1998

مكان وتاريخ الانتساب: منبج 9-9-2016

مكان وتاريخ الاستشهاد: قرية البوغاز 9-8-2017

المكتب الإعلامي لمجلس منبج العسكري