المقاتلة بروين… قُتل والدها واختطف عمها وعُذب شقيقها من قبل داعش فانتقمت لهم

مقاتلة من بلدي
بروين فتاة من أهالي مدينة منبج، درست ثمانية سنوات في المدرسة حتى وصلت إلى الصف التاسع، كانت تحلم باتمام دراستها، ولكن اضطرت لترك الدراسة بعد دخول فصائل ومجموعات مرتزقة مسلحة إلى مدينة منبج بعد انطلاقة الأزمة السورية، وذلك بسبب الفلتان الأمني الذي أصابت المدينة في ظل سيطرة المرتزقة، وانتشار حالات الخطف والاغتصاب.
وبعد مدة ازداد الأمر سوءاً مع ظهور تنظيم داعش الذي سيطر على المدنية، وخلالها تعرضت عائلة بروين للكثير من الانتهاكات على يد داعش، والبداية كانت في إلقاء القبض على والدها الذي بقي في السجن مدة 10 أيام وبعد إطلاق صراحه بمدة عشرين يوما أقدم عناصر من تنظيم داعش على اعتقاله مرة أخرى وقتله بطريقة وحشية وذلك بتوجيه ضربة بأخمص السلاح وراء رأسه مما أدى إلى نزف حاد من الأنف والفم أدت لوفاته.
تحولت حياة بروين وعائلتها إلى كابوس في ظل سيطرة داعش، ولم تكن تستطيع الخروج من المنزل بعد ذلك، ولم تستطع تحمل مدى الظلم والإهانة التي يتعرضون له، وكانت لديها رغبة كبيرة في الانتقام لوالدها وكل من تعرض للظلم على يد داعش، لذا تمكنت من الخروج من منبج وانضمت إلى وحدات حماية المرأة حينها.
ولكن داعش رغم ذلك لم يتركوا أهلها وشأنهم، حيث أقدم تنظيم داعش بعد مدة على القبض على شقيق بروين وأحد رفاقه واستخدموا كافة أنواع التعذيب بحقهم منه قلع الأظافر والتعذيب بواسطة الاسلاك الكهربائية، ومن ثم قاموا بزجهم في سجون انفرادية. وكانوا خلالها يسألون شقيقها عن مكان تواجد بروين وإلى أين ذهبت؟ .
وبعد ذلك قام داعش بطلب فدية مالية من أهل بروين لقاء إطلاق سراح شقيقها، وحينها طلبوا مبلغ 200 ألف ليرة سوري، حيث اضطرت العائلة لجمع المبلغ ودفعا لداعش وبعد 8 أشهر من البقاء في السجن أطلقوا سراحه.
ولم تنتهي مأساتهم هنا، حيث بات داعش يزيد من انتهاكاته بحق عائلة بروين، ليطال اعتقالهم هذه المرة عم المقاتلة بروين البالغ من العمر خمسة و ستون عاماً، والذي لا يزال حتى الآن مصيره مجهولاً أي منذ مايقارب الـ 8 أعوام.
وكل تلك الانتهاكات كانت تزيد لدى بروين الرغبة في الانتقام، ومع بدء قوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري بدء حملة تحرير منبج حتى سارعت بروين للانضمام إلى مجلس منبج العسكري للمشاركة في حملة تحرير مدينتها وأهلها.
وبالفعل اتخذت بروين مكانها في جبهات القتال ضد داعش، وضلت تقاتل حتى تحرير المدينة من رجس داعش، لتنتقم بذلك لوالدها وعمها وكل من تعرض للظلم والانتهاكات على يد داعش.
وبعد التحرير انضمت بروين لعدد من الدورات التدريبية العسكرية والفكرية، ومنها حول حقيقة المجتمع وكيف تستطيع المرآة الدفاع عن حقوقها وحماية ارضها وكرامتها، وتكون متحررة في ذهنها وإرادتها وتحمي عائلتها ووطنها ومدينتها.
هذا ولازالت بروين تواصل النضال دفاعاً عن منبج وأهلها، وتسعى لحماية كافة النساء من الظلم وتحريرهن.
المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري