عندما تتحول المزحة الى وعد !

إريم كانسوي صحافي معروف، أعد تقارير كثيرة عن أهم الأحداث في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك مقاومة كوباني ضد داعش وأزمة اللاجئين من الشرق الأوسط إلى أوروبا.

وهو حالياً على خط المواجهة في الرقة، كانسوي صحافي قبرصي يعيش في لندن ويعتبر من الثوريين في الحركة الكردية ، قال كانسوي إنه يريد أن يجعل صوت الناس مسموعاً دائماً وكان يعني بالناس أولئك الذين  يعانون من الفاشية. كانسوي يحب عمله كثيراً ومن خلال عمله يحاول دائماً مساعدة الناس على جعل العالم مكانا أفضل للعيش، فقد عمل كصحفي في المنظمات الإعلامية الرائدة مثل ييني أوزغور بوليتيكا، وتلفزيون ستيرك  وعمل أيضاً في  صحيفة كردية أسبوعية تلغراف في لندن، وأعماله في الغالب يجري نشرها على وسائل الإعلام الأوروبية الرئيسية أيضاً.

التقى كانسوي فراس أكسوي( وهو عضو صحفي سابق في وحدات حماية الشعب الذي استشهد مؤخراً في الرقة ) في لندن، حيث  كانوا أعضاء في الحركة الكردية في لندن.

عرف فراس أكسوي أن إريم كان يخطط للذهاب إلى الرقة، طلب إريم من فراس الانضمام إليه في الرقة لتغطية المعارك هناك وتغطية حالات نزوح المدنيين من الرقة، ولكن فراس لم يكن صحفي يعمل في المجال الحربي وكان مهتمه أكثر في إخراج الأفلام الوثائقية.

فراس كان يريد دائماً زيارة كردستان وتقديم أفلام وثائقية عن حياة الشعب الكردي، اتخذ فراس قراره بالانضمام إلى المركز الإعلامي لوحدات حماية الشعب، وأنتج مقاطع فيديو وثائقية قصيرة ومشاريع أخرى، عندما كان إريم يغطي الأخبار في الرقة، اتصل به فراس وأخبره بقراره الانضمام إلى المركز الإعلامي لحزب YPG، وصل فراس إلى الرقة بعد رحلة طويلة من السليمانية جنوب كردستان إلى روجآفا.

يقول إريم: “في اليوم الأول من وصوله إلى الرقة، رحبت بفراس عندما التقيته عند أحد حواجز وحدات حماية الشعب”. أخبره إريم أنهم سيشبكون الأيادي للدبكة عندما تحرر قوات سوريا الديمقراطية الرقة، وابتسم فراس وعانق إريم، بعد الترحيب الحار من قبل إريم لفراس، توجهوا إلى إحدى نقاط وحدات حماية الشعب في الرقة.

في واحدة من نقاط وحدات حماية الشعب في الرقة السمرا شرق الرقة كان الأصدقاء يجلسون على السطح يراقبون الاشتباكات العنيفة، قبل أن يذهب إريم وفراس إلى النوم، كانا يتحدثان عن أهمية ثورة روجآفا وأهمية قوات سوريا الديمقراطية التي تضم العرب والأكراد وشعب الرقة في محاربة تنظيم داعش معا.

خلال المحادثة قال فراس ل إريم مازحاً “إذا إستشهدت في الرقة، عدني بأن تبقى تغطي معارك  الرقة حتى التحرير وأن تقدم آخر تقرير عن التحري”.

. رد إريم “إذا إستشهدت أنا سوف تكتب أنت التقرير الأخير عن الرقة”. بعد عشرة أيام من آخر دردشة، أطلعه إريم على الخطوط الأمامية في الرقة حتى يتمكن فراس من البدء في تغطية الاشتباكات.

فراس تعلم في غضون عشرة أيام كيف يكون إعلامياً حربياً جيداً، عمل فراس وإريم مع بعضهم البعض، أكلوا وشربوا معاً، وتشاركوا الأوقات الصعبة على وجه التحديد عندما كانوا يخسرون أصدقائهم في المعارك، في بعض الأحيان كانوا يحملون جثامين مقاتلي وحدات حماية الشعب على أكتافهم.

يقول إيرم “لقد ساعدنا بعضنا البعض على تحقيق أفضل تغطية للمعارك وحالات نزوح المدنيين من الرقة وأظهرنا للعالم ما يجري داخل مدينة الرقة “.

أيضاً فقد قام الأصدقاء بتغطية الاشتباكات في الرقة، يقول إيرم أنه قضى 75 يوماً في الرقة 42 يوماً قضاها برفقة فراس، قرر إريم ترك  فراس والمعارك والعودة إلى أوروبا لأخذ قسط من الراحة, وذهب فراس أيضا إلى مدينة الحسكة (شرق روجآفا) لأخذ قسط من الراحة بعد تغطية الاشتباكات العنيفة، ثم توجه فراس إلى دير الزور لتغطية الاشتباكات الجارية هناك.

قضى فراس بضعة أيام لتغطية الاشتباكات هناك ثم عاد مرة أخرى إلى الحسكة, وعندما عاد فراس ، اتصل به إريم من السليمانية (جنوب كردستان) وأخبره أنه عائد من أوروبا إلى الرقة مرة أخرى, أخبر إريم فراس أن ينتظره في الحسكة ليذهبوا معا إلى الرقة, في اليوم التالي أخذ فراس سيارة وذهب إلى الرقة دون انتظار إريم لأنه كان مشغول جداً.

وقال فراس ل إريم “عندما جئت إلى الرقة في المرة الأولى قمت بالترحيب بي ، ولكن هذه المرة أنا من سيرحب بك “. عندما كان إريم في طريق عودته إلى الرقة، سمع أن فراس (استشهد) أثناء تسلل داعش في حي المشلب شرق الرقة.

الآن إريم ذاهب الى الرقة وقال إنه سيكمل وعده لفراس ويغطي الاشتباكات في الرقة حتى يكتب المقال الأخير عن تحرير الرقة.