الثورة السورية من البداية حتى الذكرى الخامسة لتحرير منبج

الثورة السورية من البداية حتى الذكرى الخامسة لتحرير منبج

في بعض الأحيان تدور في عقولنا بعض الأسئلة, التي نحتاج من يجيب عليها لذلك قمنا بطرق أبواب من عاصروا وقوع تلك الأحداث, التي شكلت لدينا هذه التساؤلات ونحنا الأن نطلب الإجابة بقلم أحد أعضاء مجلس منبج العسكري, إبراهيم الشريدة  (أبو عمار). ومن خلال الخوض في الحديث عن بداية الثورة حيث قال بما يلي : أن من أسباب اشتعال الثورة السورية هو انعدام الحياة السياسية في سوريا. وبما أن الحكم في سوريا حكم أحادي, لا يشارك فيه الشعب ولا ممثلي الشعب بشكل فعلي, فأنه لا توجد حياة سياسية في سوريا بالمعنى الحقيقي. وليس هناك رأي للشعب في أوضاعه المختلفة في قيادة البلاد, وتوجيهها بمعنى أنه ليست هناك انتخابات حقيقية وليست هناك محاسبة للمسؤولين, وليس هناك تداول للسلطة. أما ما يخص سؤالنا عن تغير مسار الثورة عن طريقها فقد قال: صدرت الثورة السورية عشرات الفصائل المسلحة ذات توجهات وأيدولوجيات, مختلفة تماماً. فمنها من يطالب بأن يكون الحكم بالشريعة الإسلامية وأخرون بالديمقراطية, وغيرهم يطالب بعودة  الخلافة الإسلامية, ومنهم من يريد السلطة والمال. فقط الأمر الذي جعل من الصعب بل من المستحيل توحيدهم, تحت قيادة واحدة وجيش واحد, والأكبر من هذا وذاك الدعم الخارجي من دول مجاورة لسوريا, وأصبحت سوريا ساحة حرب تديرها دول خارجية. وبالنسبة لسؤالنا له حول هل الشعب السوري كان مستعد للقيام بالثورة فقد أجاب: حسب رأي كان الشارع السوري جاهز لثورة سلمية, وخاصة بعد الأحداث التي حصلت في الدول المجاورة بما يسمى بالربيع العربي, ولكن تحولت الثورة من ثورة سلمية إلى حرب أهلية. وبعد تدخل الدول الخارجية في الثورة, وإصرار السلطة الموجودة على الحل العسكري أطال عمر هذه الأحداث. وأجاب على سؤالنا عن الفرق ما بين بداية الثورة وبعد قيام ثورة شمال وشرق سوريا, فقد أجابنا بما يلي: الفرق كبير وواضح من الناحية التنظيمية وباختصار شديد كانت بداية الثورة من المثقفين والشرفاء, ثم التحق بالثورة متسلقي الثورات, وهذا ما جعل الثورة مفككة وممثلة بعدة فصائل, وتطور الأمور من بعض متسلقي الثورات إلى السلب والنهب والخطف وكل هذا من اجل المنفعة الشخصية, حتى العام 2016حيث تم تشكيل قوات مجلس منبج العسكري, بنظام داخلي وبمساعدة قوات سوريا الديمقراطية. وتحويل العمل بالثورة من الفائدة الشخصية, إلى تحرير الأرض والشعب وحفظ كرامة كافة المكونات في المنطقة, وبناء مشروع يدير المنطقة بكافة مكوناتها. وفصل العمل العسكري عن العمل المدني كلاً ضمن اختصاصه, وبنظام داخلي متفق عليه من الشعب. ثم أجاب عن تشكيل قوات مجلس منبج العسكري هل كان ضرورة ومطلب شعبي ام كان بقرار دولي خارجي فقال : كان الشعب محكوم من تنظيم داعش الإرهابي، ونتيجة الظلم كانت المطالب بتشكيل قوات مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية, هي الطلب الأساسي لكافة مكونات الشعب. وقد قدم آباء وأمهات المقاتلين أبناؤهم لتشكيل هذه القوات, وهل يوجد أكثر من هذا الإلحاح. ثم أجاب عن سؤال الفرق بين الواقع على مستوى مدينة منبج خصوصاً, وشمال وشرق سوريا عموماً، من ناحية الاستقرار والوضع السياسي. ما قبل وبعد تحرير المدينة من قبل مجلس منبج العسكري, فقد قال في أجابته: الفرق كبير ولا يقارن من فوضى الفصائل التي كانت, موجودة إلى ظلم داعش القتل والصلب, إلى التحرير، تغيرت كل تلك الأمور بشكل ملحوظ وكبير وهذا ما جعل الاستقرار في المدينة. أما بالنسبة لسؤالنا له عن الهدف من السيطرة على مدينة منبج فقد أجاب بما يلي : أن الهدف الأول هو احتلال ارض سوريا جديدة  والهدف الثاني تهجير شعبنا وسلب خيرات هذا البلد, بالإضافة إلى أن منبج منطقة تجارية وصناعية وهي تعتمد على نفسها وتعتبر عقدة تربط عدت مناطق ببعضها البعض. وكذلك أضاف عن سؤالنا له إلى أي مستوى وصل قوات مجلس منبج العسكري, اليوم من الناحية الفكرية والعسكرية ؟ فقد قال: هناك تطورات كبيرة من الناحية العسكرية, والفكرية تم تطور قواتنا من الناحية الفكرية والعسكرية بشكل كبير وأصبح لديهم الخبرة الكافية للقتال وأنشاء الخطط العسكرية, لحماية أهلنا ضد أي معتدي وحماية أنفسهم, ولديهم القدرة على الرد على أي هجمة  محتملة من العدو. بالإضافة للعمليات الخاصة بشكل مجموعات صغيرة وكبيرة, ومن الناحية الفكرية أغلب مقاتلي مجلس منبج العسكري, أصبح لديهم الوعي والإدراك الكافي فكريا. أما بالنسبة لسؤالكم عما إذا كان هناك حل بالنسبة لسوريا, وما هو دور الإدارة فيه. فأنه حسب رأي الشخصي أنه لن يكون هناك حل سياسي في سوريا, بدون مشاركة كافة أطياف الشعب السوري وقوات سوريا الديمقراطية, جزء لا يتجزأ من الحل في سوريا. وقواتنا من أبناء هذا الشعب، أعتقد أن الإدارة هدفها الحل السياسي, في سوريا. وأساس الحل الحوار السوري السوري ووحدة الأراضي السورية. وأضاف قائلاً نحن اليوم نعيش ذكرى تحرير مدينة منبج, الخامسة, في ظل هذا الجو الذي يسود فيه التأخي والتعايش المشترك, بين جميع مكونات الشعب السوري. وخصوصا مكونات الشعب في شمال وشرق سوريا تحديداً, وهذا كله بفضل التضحيات التي قام بها, أبناء مدينة منبج الذين قدموا الغالي والرخيص في سبيل تحرير شعبهم وأرضهم, من بين أيادي الإرهاب المظلم الذي حاول زرع الرعب والخوف والجهل بين جميع مكونات هذا الشعب. ولكن بفضل تضحيات شهدائنا نحن اليوم, نعيش في سلام ومحبة تعم جميع أنحاء شمال وشرق سوريا. وأنا اليوم أتوجه برسالة التقدير والاحترام والأجلال, لجميع أهالي منبج على اختلاف مكوناتهم من عرب وكرد و جركس وتركمان في الذكرى الخامسة لتحرير مدينة منبج, من بين براثن الإرهاب، على يد قوات مجلس منبج العسكري. وأتمنى لهم دوام المحبة والسلام والاستقرار والتقدم نحوى الأفضل. وكل الرحمة لأرواح شهدائنا والشفاء العاجل لجرحانا والنصر المؤكد لثورتنا المجيدة وهنيئاَ لشعبنا في منبج الذكرى الخامسة لتحرير مدينتنا بسواعد أبناؤهم الأبطال.

 

بقلم إبراهيم الشريدة (أبو عمار) .

المركز الإعلامي #لمجلس_منبج_العسكري