مازن: رصاصة غدرٍ أفقدتني بصري.

كاد كابوس تنظيم داعش يشارف على الانتهاء، لكن ما خلفه من مآسٍ وانتهاكات بحق أبناء المناطق التي يسيطر عليها لا تنتهي، وستبقى الجراح التي خلفها دامية لا تندمل.

مازن معيوف الحسين في الـ11 من عمره من أبناء مدينة البو كمال في ريف دير الزور الشرقي، طفل في ريعان طفولته خسر بصره بسبب قذائف داعش التي انهالت على مدينته قبل سيطرته عليها عام 2014.

بدأت مأساة هذا الطفل عندما كان متواجداً في منزله ينظر للمستقبل ويحمل في قلبه الأمل لتحقيق أهدافه في الحياة، يمارس حقه في اللعب واللهو حاله كحال أي طفل في مدينة البو كمال، غير مكترث بما يدور حوله من معارك لأنه لم يدرك معنى الحروب بعد.

بينما كان مازن يلعب مع ابن عمه في الشارع انهالت على حيهم قذائف ورصاص قوى الظلام والطغيان الإرهابي داعش، فأصابت إحدى الرصاصات جسد ابن عمه الذي توفي على الفور، وتعرض إلى رصاصة في رأسه أدت إلى فقدانه للوعي.

نقل مازن على إثرها للمشفى التي قدمت له الإسعافات الأولية لكنه حالته كانت تستدعي السفر خارج مدينته، لكن لم تسمح القوى الإرهابية له بالخروج من البلد للعلاج، بحجة خروجه هو خروج من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر ويجب عليه علاجه ضمن أراضي الخلافة كما يزعمون.

ورغم المحاولات العديدة من أهله بنقلة خارج المدينة إلا أن داعش رفضت ذلك، وأدت لمعاقبة والده بالجلد أحياناً وبالسجن أحياناً أخرى، فقد مازن بصره على إثرها وأصبح الآن كفيفاً.

والجدير بالذكر أن مازن أحد أفراد عائلة مؤلفة من 11 شخصاً، وهم يقطنون مخيم عين عيسى وليس لهم من معيل، وتناشد سهام محمد العلي والدة مازن كل المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية بالنظر لحال هذا الطفل ومساعدته لعله يستعيد بصره.

المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية