الناطق الرسمي للمجلس العسكري(شرفان درويش) يكتب عن حادثة إغتياله

بقلم الناطق الرسمي بمجلس منبج العسكري

حادثة الاغتيال التي تعرضت له مؤخراً في مدينة منبج من قبل مجموعات مجهولة تعمل لصالح الدول الخارجية المعروفة لنا، لم تأتي بالنتيجة المرجوة، هؤلاء الذين يعتقدون وهماً أن تنفيذ مثل هذه العمليات الجبانة والقذرة ستردع جهودنا في بناء سوريا حرة ومستقرة، فهم بكل التأكيد يخطئون في فهم مسار حياتنا وأهدافنا ونمط عيشنا، نحن كرسنا أنفسنا في خدمة الناس ومتطلباتهم الحياتية وآمالهم المعقودة علينا في تحقيق السلم والاستقرار بعيداً عن العنف والحرب القذرة.
منذ اليوم الأول الذي سلكنا هذا الدرب ونحن على دراية تامة بأن المخاطر والمصاعب ستقف في وجهنا في كل لحظة، وهذا القرار الحاسم الذي يميز بين الذي يعمل في حقل الألغام بغرض إنقاذ مجتمعه وأهله من القنابل الموقوتة المدمرة وبين الذي يمتهن العمل في الشأن العام ويتهرب من المواجهة المصيرية بغرض الحفاظ على نفسه بطريقة رخيصة وجبانة وأنانية، نحن لا نملك أي امتياز أو حصانة أو ترقع مقارنة بالذين ضحوا أرواحهم في هذا الطريق قبلنا، لا تزال القبور الشهداء الشجعان في كل المكان تذكرنا كل لحظة بأن الحياة لا بد أن تستمر على خطاهم، نحن نعيش في ظل قانون التضحية ليس حباً في الموت أو كرهاً للحياة، بل بخلاف ذلك تماماً، خياراتنا تكمن في الحياة الحرة ونحن أحياء، أو التضحية من أجل هذه الحياة حتى لو كانت مفارقة الحياة هي ثمن من أجل ذلك.
سأكون صريحاً مع نفسي ومع ناسنا والرأي العام، إذا كانت مثل هذه العمليات القذرة قادرة أن تجلب السلام والهدوء والاستقرار في سوريا وتنهي جحيم الحرب المدمرة المتواصلة منذ سنوات، فنحن على الاستعداد تماماً أن ندفع أنفسنا مهراً لذلك، غاياتنا لا تقف عند حياة أفراد، بقدر ما نبحث عن حماية الوجود واستقرار البلاد بصورة عامة، وأريد أن أفصح عن هذه الحقيقة التي تخالج صدري الآن، حتى لو عرفت أن هؤلاء المرتزقة الذين حاولوا اغتيالي بهذه الطريقة الجبانة ستدفن جبال الأحقاد المتراكمة في البلاد وتعزز من اللحمة الوطنية في البلاد، حتماً سنسلك طريق التسامح والعفو وتجاوز عن هذه العمليات القذرة التي تخدم الإجرام وغريزة الانتقام والحقد.
لا يسعنا أن أقول في الختام، أن مسيرة العمل في الشأن العام وخدمة الناس في سوريا، تتطلب التضحية في المقام الأول، وهذا الدرس الأخلاقي نحن ندركه جيداً، لكن حتماً أي محاولات قذرة لن تردعنا عن أهدافنا في تحقيق الاستقرار وتحقيق الحياة الأفضل لشعبنا بغرض إيقاف النزيف السوري التراجيدي والاقتتال الداخلي والفتن المدمرة والاجندات الارتزاقية الخارجية.