جميل مظلوم: الدعاية المغرضة لن تنال من صلابة الإدارة المحلية في منبج … ومصير المدينة بيد أبنائها فقط

“جميل مظلوم” القيادي في “المجلس العسكري لمدينة منبج” في حوار خاص مع موقع المجلس العسكري في مدينة منبج تطرق إلى تقييم الأوضاع الحالية في البلاد وفق الشروط والمعطيات البارزة على الساحة السورية تبعاً لخريطة التدخلات الدولية والإقليمية في الشأن السياسي والعسكري، مشيراً بصورة خاصة إلى مكانة مدينة منبج، ومآل التهديدات الإعلامية والدبلوماسية التي تطلقها تركيا من جهة والنظام السوري من جهة أخرى بهدف زعزعة الخارطة الأمنية في المدينة، موضحاً في الوقت نفسه أنهم على أهبة الاستعداد في الدفاع عن المدينة ضد أي تدخلات عبثية، ويأملون في أن يساهموا بصورة فعالة بغرض تحقيق السلام والهدوء والاستقرار والديمقراطية في سوريا.
إلى نص الحوار:
1- السيد مظلوم ثمة جدل واسع يدور حول الوضع السياسي الحالي في سوريا في ظل غموض الوضع الدولي، ثمة من يقول هل ستحافظ سوريا على وحدتها الوطنية أم ربما نشهد سيناريوهات تفضي إلى تقسيم المناطق بناء على نفوذ القوى الكبرى، وثمة من يقول في الوقت نفسه هل ستعود سوريا إلى نظام مركزي يحكمها حزب البعث، أم سنرى انفتاح نحو نظام تعددي ديمقراطي مبني على قاعدة الوحدة الوطنية ضمن التعايش الديمقراطي لكل المكونات؟
في الشق الأول من السؤال المطروح ممكن أن نقسم الوض

ع الميداني في سوريا في الوقت الحالي تحت عاملين رئيسين، العامل الأول يتمثل في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي، حيث تواصل قوات سورية الديمقراطية مع التحالف الدولي خوض المعركة الاخيرة عسكرياً ضد التنظيم تحت مسمى “حملة هجين”، حيث من المتوقع أن تفضي نتائج هذه الحملة إلى إنهاء وجود داعش على على يد قوات سوريا الدمقراطية وبمساندة من التحالف الدولي. في حين أن الشق الثاني يتمحور حول مصير وضع في إدلب وكيف سيتم حل إشكالية سيطرت التنظيمات المرتبطة بالقاعدة على المدينة والتي تحولت لمنطقة حيوية بالنسبة للتنظيمات المتشددة، حيث يسود صراع داخلي فيما بين تركيا وروسيا والنظام وإيران حول صيغة الحل، إذ تم التوصل حالياً إلى وقف المعركة الشاملة نسبياً، لكن الوضع قابل للانفجار في أية لحظة في ظل تداخل المصالح وتعقد الحسابات، لكن من المحتمل أن تكون الصيغة الأخيرة هي قيام تركيا بتسليم إدارة المدينة إلى النظام السوري، لكن لن يتم ذلك بسهولة بسبب ترسيخ وجود الفصائل المتطرفة نفسها في المدينة وريفها، ورفضت أي اتفاقية على حساب تواجدها وأعلنت أنها ستواصل القتال.
– ثمة من يعتبر أن تركيا من خلال علاقاتها مع روسيا والنظام السوري وإيران تهدف إلى تقليص خسائر المعارضة قدر المستطاع، كيف تفسرون هذه المقاربة؟
هذه المقاربة تحاول أن تغطي على ما يضمر تركيا حيال الملف السوري، فتركيا لديها مخططات لتقسيم سوريا، وتجزئتها من خلال ارسال وتجنيد وتمويل المجموعات الارهابية التي تستخدمها كأداة لتدمير المنطقة والدفع نحول تأجيج الحروب الاهلية، لتسهل عليها مهمة احتلال المدن السورية وضمنها او تشكيل مستعمرات تابعة لها، هذه المقاربة تماماً ما تهدد وحدة سوريا واستقرارها وإمكانية وصول إلى حل مستقر منتظر.
– لكن في الجانب الأخر يزعم النظام السوري أمام الرأي العام بأنه قادر أن يعيد البلاد إلى مربع ما قبل الثورة السورية ويتمسك برؤية أحادية دون انفتاح نحو أي حلول تراعي واقع المكونات في البلاد، هل هذا الخطاب يملك واقعيته عملياً تماشياً مع المعطيات الميدانية والواقعية؟
النظام مازال يعتقد انه قادر على إعادة سوريا وحكمها كما كانت ما قبل عام 2011 ، وأنه يصر على ذهنيته وعدم تغييرها، من حيث احتواء جميع الشعوب في داخله، هذا يتضح في عقلية النظام، بحيث توضح من موقفه من خلال تعميق الازمة منذ ثماني سنوات من تلاحق الازمات عبر التناقضات والصراعات سوء الادارة، و مقاومة الشعب في مواجه النظام الموجود، و عدم قبوله، فهذه التناقضات ستستمر لمدة، وحسب نظرتنا فأنه سيتم حل هذه التناقضات في مدة قريبة.
– ماذا عن مدينة منبج ومصيرها، ثمة تصريحات يومية من الأطراف الإقليمية مثل تركيا النظام السوري حول مدينة منبج، ما هي قراءتكم حيال ذلك؟
وضع منبج من الناحية الاستراتيجية والسياسية فهو معروف، منبج من قام بتحريرها هي قوات مجلس منبج العسكرية بمساندة التحالف الدولي، و الآن قرابة عامين يتم تسيير اعمال مشتركة ضمن اطار تنظيمي وضمن العمل المشترك، تتعرض منبج لتهديدات كاعتراض على النظام الذي يتم السير عليه واداء عمله وفق الادارة المحلية تقوم قوامها تنظيم الناس عمله نفسه بنفسه والتعايش المشترك بين المكونات مدينة منبج، هناك بعض القوى لاتروق لها هذا الوضع، وهذا يتضح من خلال وسائلها الاعلامية المضادة، التي تعادي مصالح الشعب السوري، وهذه القوى تتوحد مصالحها وجهودها وتتفق في هذا المضمار. فهي تصعد حرب نفسية خاصة في منبج، ونحن على إطلاع كامل حيال هذه المخططات الإعلامية الخبيثة، نؤكد للرأي العام أن من يقوم بتحرير مدينة منبج هو من قام بتحريرها من إرهاب داعش متجسداً في مجلس منبج العسكري وبالتنسيق المشترك مع التحالف الدولي بغرض بناء نظام الحماية للمدينة، ووضع حد لهذه الهجمات الخارجية والاعلامية، والتهديدات التي تتعرض لها. وبهذا الصدد يتم تسيير اللقاءات بين التحالف والجانب التركي، للحد من هذه الهجمات ونحن على إطلاع حول هذه الأفكار من خلال التشاور الحثيث مع التحالف الدولي.
– وماذا عن المزاعم التركية حول تسير الدوريات المشتركة في منبج؟
مثل هذه التصريحات تحاول تضليل الرأي العام لأننا نحن طرف في هذه التفاهمات حول اتفاقية منبج، إذ أن الدوريات المشتركة بين تركيا والتحالف الدولي مرسومة في منطقة محايدة بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق درع الفرات التابعة لتركيا بغرض الحفاظ على أمن مدينة منبج بصورة أكبر وتوفير الحماية اللازمة لناسنا في منبج وريفها، وضبط الفوضى التي تجري بين فصائل درع الفرات وتكون لها تداعيات أحياناً على أرياف مدينة منبج. ليتم الحفاظ على امن مدينة منبج بشكل أكثر، وتوفير الحماية اللازمة للشعب، وضبط الفوضى الحاصل بين فصائل درع الفرات في الطرف الاخر من نهر الساجور، وتالياً من غير مسموح أن يتجاوز هذه الفصائل الحدود المرسوم لهم وفق الاتفاقية المذكورة.
– إذاً، كيف علينا أن نفسر التناقض الظاهري في الإعلام عبر الهجوم اليومي والاتفاقية العملية على الأرض؟
نستطيع القول بانه يتم تسيير الهجمات من الناحية الاعلامية بصورة يومية، و يكمن السبب الجوهري في ذلك هو عدم الارتياح هذه الجهات للنظام الذي تم بناءه وإدارة الناس نفسه بنفسه، لذا يقومون بتصعيد الهجمات على مدينة منبج، و خاصة من الناحية الاعلامية بغرض تشويه صورة الإدارة المدنية والعسكرية في المدينة، لذا يقومون بتحريك الخلايا النائمة داخل المدينة المرتبطة بها من أجل إظهار بعدم توفير الأمن تحت القيادة العسكرية الحالية، فضلاً عن ترهيب الناس واحداث البلبلة والفوضى فيها عبر تنفيذ التفجيرات الإرهابية في النقاط المدنية داخل المدينة، عموماً هذه الأعمال الإرهابية لا يمكن من خلالها الوصول إلى مآربهم او احداث أي تأثير فعلياً، لأن الناس في منبج تتحرك بصورة مشتركة بدون أية عنصرية محلية ممكنة وتشارك معاً كل الشرائح والمكونات في الحماية والنظام المدني المحلي بالتنسيق مع التحالف الدولي.
هل ممكن أن نسمع من حضرتكم عقد المقارنة الفعلية بين مدينة منبج وجوارها التي تقع تحت سيطرت النظام من جهة والمناطق التي تخضع للنفوذ التركي من جهة أخرى؟
بطبيعة الحال، الوضع في جرابلس وعفرين والباب وإعزاز غيرها من المناطق التي تخضع للنفوذ التركي من جهة، و كذلك على اطراف مدينة منبج مثل مسكنة ودير حافر جنوباً حيث نفوذ النظام، فالناس في مدينة منبج تعيش اكثر أمناً من تلك المناطق حسب الوضع الراهن، ومن الممكن القول على الرغم بأن مسكنة ودير حافر تحررت من داعش عسكرياً، لكن الشعب في تلك المناطق لا تعيش مستوى من الامان والراحة، كما هو الحال في المناطق التي تسيطر عليها مرتزقة درع الفرات من خلال عمليات الخطف والسلب والنهب و القتل اليومي، فلا يمكن للشعب ان يعيش هناك في جو من الاستقرار والأمان، لذا ممكن أن نفسر ظاهرة نزوح الناس من تلك المناطق إلى منبج دليل عملي أن منبج تعيش في وضع مستقر، وكضمان لحماية حياتهم، نراهم الآن يعيشون في مدينة منبج، حيث الناس تعيش بصورة مشتركة ومتحررة بين كافة المكونات، وهذا دليل فعلي بأن المدينة تعيش في مناخ من الأمان والاستقرار والهدوء، وذلك بكل التأكيد بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي.

المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري