مقاتل من بلدي المقاتل عبد الكريم

 بقوّة الإرادة والشجاعة وصل لمرتبة قيادي في المجلس العسكريّ
المقاتل عبد الكريم عيد شريف من أبناء مدينة سد تشرين مواليد 1999، بدأ حياته في الدراسة، ودرس في قريته حتى الصف السابع وفي عام 2012 دخلت الفصائل المسلّحة باسم “الجيش الحرّ” إلى بلدة سدّ تشرين، وسيطروا على المنطقة.
يقول عبد الكريم إنّ تلك الفصائل وبعد سيطرتها على السدّ بدؤوا بتفكيك الآليات وبيعها إلى تركيا، وجعلوا من المدراس مقرّات عسكرية لهم، وتوقّفت على إثرها العملية التعليمية، وكثرت حالات النّهب والخطف والسرقة، ولم يعد أحد يرسل أولاده إلى المدراس التي بقيت مفتوحة.
وكان عبد الكريم من ضحايا تلك الأوضاع، فحرم من التعليم كباقي رفاقه، وبعد تركه الدراسة توجّه إلى العمل في الأراضي الزراعية لمساعدة أهله في الأوضاع المعيشة الصعبة حينها.
يشير عبد الكريم إلى أنّ الأوضاع ازدادت سوءاً وقُلبت إلى جحيم في عام 2014 عند دخول تنظيم داعش المنطقة، حيث تحوّل كل شيء إلى سواد مظلم، حتى المدارس دهنوها باللون الأسود، وفرضوا على كافة النّساء اللباس الأسود، وقال :”باتت الحياة أشبه بكابوس مرعب في ظل سيطرة داعش، جرّاء الجرائم التي كانوا يرتكبونها بحقّ المدنيين بشكل يومي من خلال الجلد والصلب وقطع الرؤوس وغيرها من الجرائم التي هدفها بثّ الرعب في القلوب”.
نوّه عبد الكريم إلى أنّه كان يتحاشى التعامل مع عناصر داعش، ولم يستطع تحمّل ما يرتكبونه من جرائم بحقّ الأهالي، ولكن لم يكن يستطيع فعل شيء حينها، لم يكن التنظيم يسمح لأحد الخروج من مناطق سيطرتهم.
وفي عام 2015 عندما أطلقت قوات سوريا الديمقراطية حملة تحرير المنطقة من تنظيم داعش، حينها تحرّرت بلدة سد تشرين، وفور التحرير التحق عبد الكريم مع أخيه إلى قسد للمشاركة في تحرير كامل المنطقة من التنظيم الإرهابي وتخليص الشعب من ظلامهم، وشاركا في الكثير من المعارك ضد داعش.
ولدى إعلان تأسيس مجلس منبج العسكري عام 2016 كان عبد الكريم من أوائل المنضمّين إلى المجلس، وعليه شارك في حملة تحرير مدينة منبج حتى الوصول إلى بلدة العريمة.
وبعد انتهاء حملة تحرير منبج خضع عبد الكريم إلى دورة تدريبة في أكاديمية الشهيد فيصل أبو ليلى، وأتقن خلالها استخدام كافة الأسلحة ليشارك بعد التخرّج في حملة تحرير الطبقة والرقة.
يقول عبد الكريم إنّه وأثناء اقتحامهم بلدة الطيار بريف الرقة لتحرير أهلها العالقين، أصيب في قدمه ونقل إلى المشفى وتلقّى العلاج، ويذكر لنا عبد الكريم أنّ من أكثر المواقف المؤثّرة فيه استشهاد رفيقه جميل في حملة تحرير الرقة أثناء تطهير المدينة من رجس داعش ومن ذلك الوقت عاهد نفسه ورفيقه الشهيد بمواصلة القتال حتى دحر داعش والانتقام له.
وبعد انتهاء علاجه انضمّ إلى دورة لتدريب وتخريج القياديين ضمن أكاديمية الشهيدة كوجرين لتدريب القيادين، وتلقّى المقاتل عبد الكريم دورس سياسية وعسكرية وفكرية وتدريبات عسكرية متطوّرة، ليتخرّج من الأكاديمية كقياديّ ضمن المجلس العسكري.
لشارك بعدها القيادي عبد الكريم مع مقاتلي مجلس منبج العسكري في حملة عاصفة الجزيرة للقضاء على داعش في آخر معاقله، وواصلوا ملاحقة فلول داعش حتى بلدة الباغوز التي كانت آخر أنفاس تنظيم داعش فيها، ليوفي بذلك بالعهد الذي قطعه على نفسه والشهداء.
وعاد عبد الكريم بعدها إلى منبج ليواصل الدفاع عن الأرض التي تحررت بتضحيات رفاقه الشهداء، ولواصل حماية الشعب في وجه كافة المخاطر المحدقة بهم.
المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكريّ