التحرير من الإرهاب هو بداية حياة جديدة

 

بعد الدمار والخراب الذي خلفه مرتزقة داعش ورائه، ترك أثراً كبيراً في كل بيت و عند كل طفل وكل امرأة وكل رجل من المناطق التي تحررت من مرتزقة داعش بعد مكوثهم فيها من قبل قوات سوريا الديمقرطية و وحدات حماية المرأة والشعب وأيضاً قوات مجلس منبج العسكري، عادت الحياة إلى طبيعتها في أغلبية المناطق بشمال سوريا، لكن هناك الكثير من القصص التي بقيت في عقول المدنين ولا ينتسى بسهولة، فالكثير منهم فقدوا أبائهم وزوجاتهم وأبنائهم من الظلم والقتل الذي سببه داعش لهم ومازالو يعانون من فقدانهم رغم مواصلتهم في الحياة.

السيدة جليلة سعيد مواطنة كردية تقطن في مدينة منبج مع أطفالها الثلاثة، وهي الأن تعيل بيتها لوحدها بعد موت زوجها على يد رجس داعش، روت لنا جليلة قصة زوجها الذي تم تعذيبه وقتله من قبل مرتزقة داعش قائلة: كنا نعيش في مدينة منبج وكانت طفلتي الكبيرة تتراوح عمرها أربع سنوات وولدي في عامين أما طفلتي الصغيرة كانت مازالت تتراوح من العمر 37 يوماً، كان زوجي (محمد سعيد) يعمل في التجارة بتوصيل مواد الغذائية من جرابلس إلى منبج.

وفي تاريخ 29- 3- 2014 تم القبض عليه من قبل مرتزقة داعش بتهمة التهريب بالتجارة، لقد عذبوه كثيراً وضربوه وكسرو عنقه، وكانوا يحتفظون بجثته عندهم، ولا يريدون لأي أحد من عائلته أن يستلم الجثة ودفنه، لكنني لم أحتمل بأن يبقى جثة زوجي في الطرقات، فالقد قررت أن أذهب إلى جرابلس مع والدي كي أأتي بجثة زوجي وأدفنه في مثواه الأخير في منبج، وكثير من الناس نصحوني أن لا أقترب منهم لأنهم سيقتلوني أيضاً، لكنني لن استسلم ولم يهمني النتائج حينها فقط أريد الذهاب إلى هناك، وبعد وصولي إلى هناك ألتقيت بأمير الذي كان هناك، وبعد نقاش كثير بيننا من أجل جثة زوجي وأريد أن أخذه معي، لم يوافق على طلبي وكان يتحدث معي بكل برودة حينها كأنه لم يرتكب أي جريمة.

حينها أصبحت قوية فجأة وقلت له: لماذا قتلتم زوجي؟ ما ذنب أطفالي أن يبقوا أيتام؟ رد علي: نحن لم نقتل زوجك، لقد مات عندما تم العراك بينه وبين أحد العناصر هنا وكان ذلك حادثاً، لكنني قبل أن أدخل إلى مكتب الأمير رأيت جثة زوجي ورأيت أثار التعذيب على جسمه كما أنهم كسروا عنقه، فقلت له: اذاً لماذا هناك أثار التعذيب ولماذا عنقه مكسور إذا لم تقتلوه، لقد أصبحت أسأله الكثير من الأسئلة  عن ما فعلوه بزوجي وكيف سأعيل أبنائي من بعده، ولكنه لم ينطق بأي كلمة مطلقاً، وبعد حديث طويل معه وافق بأن أخذ جثة زوجي معي إلى مدينتي، لقد استلمت جثة زوجي ودفنته بين أهله في منبج والأن أنا أعيش مع أبنائي وأعيلهم بقدر استطاعتي كي أكون لهم الأب والأم بنفس الوقت.

المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري

(س. إ)