لورانس.. التحق بمجلس منبج العسكري لينتقم ممن حرموه من حلمه

منبج- كان الشاب أحمد الحمود وهو من مواليد 1996 من قرى بلدة صرين، طالباً مهتماً بدراسته ويحلم بالوصول إلى الجامعة، ويتخرج ويخدم بعمله أهله ومجتمعه، ومع انطلاقة الثورة السورية عام 2011 ضل متمسكاً بهدفه، ونأى بنفسه عن الفصائل العسكرية التي ظهرت في منطقته، ولكن لم تجري الرياح بما يشتهي سفن أحمد.

فكل فترة كانت تظهر فصائل مسلحة جديدة تسيطر على منطقته بدء من الجيش الحر إلى جبهة النصرة، ولكن الكارثة كانت عند ظهور تنظيم داعش وسيطرتها على المنطقة وفرض قوانينها وتشريعاتها على الأهالي، ومن بينها إغلاق المدارس ومنع التعلم وفتح مدارسهم الدينية والشرعية بدلاً منها، ومنع الشباب التوجه إلى المناطق السورية الأخرى لإكمال دراستهم.

ليجد أحمد أن أحلامه تُختطف منه دون أن يستطيع فعل شيء، فالتزم منزله وعمل في الأرض ليعيل عائلته وأخوته ولكن داعش لم يتركوا أحداً من شرهم وكان كل يوم يزداد فيها الظلم وفرض الضرائب على الأهالي وانهاكهم اقتصادياً، بالإضافة إلى قتل وذبح الناس في الساحات العامة بتلفيق تهم باطلة بحقهم بهدف بث الرعب في نفوس الناس.

لم يستطع أحمد تقبل كل تلك الانتهاكات والظلم التي يمارسها داعش بحقهم، ومع تشكل قوات سوريا الديمقراطية التي أطلقت حملات تحرير المنطقة من يد تنظيم داعش، بات أحمد يتعمق في التعرف على هذه القوات وأهدافها، وبعد تيقنه بأنها القوات الوحيدة التي تقاتل من أجل تحرير الشعب وتخلصيها من الظلم وبأنها تظم كافة أبناء الشعب السوري بدون تفرقة، قرر الانضمام إليها للمشاركة في تحرير أهله، وكان الهدف الرئيسي الانتقام ممن حرموه من حلمه في اتمام دراسته.

ومع وصول حملة قوات سوريا الديمقراطية ريف بلدة صرين تمكن أحمد الوصول إلى المناطق المحررة وانضم إلى مجلس منبج العسكري في بداية تأسيسه عام 2016، وبعد تلقي التدريبات العسكرية المكثفة شارك أحمد في القتال ضد داعش وأطلق على نفسه اسم لورانس كاسم حركي، ولعب دوراً بارزاً مع رفاقه في حملات تحرير منبج وريفها، ليشارك بعدها في حملات تحرير ريف دير الزور.

ومع بدء الجيش التركي والمجموعات المسلحة التابعة لها بالهجوم على منطقة عفرين بهدف احتلالها وإطالة عمر داعش التي باتت تلفظ أنفاسها الاخيرة في دير الزور، ولتيقن أحمد أن تركيا وباقي مرتزقتها لا يختلفون عن داعش بشيء وهم من يدعمونها، ولعدم تقبله باحتلال تركيا لجزء من الأراضي السورية، بادر للمشاركة في “مقاومة العصر” للتصدي لهجمات الاحتلال التركي.

يقول المقاتل أحمد حمود:” معركة عفرين لم تكن متكافئة لأننا كنا نقاتل بأسلحتنا الخفيفة الطيران الحربي والأسلحة الحديثة والمتطورة بالإضافة إلى المؤامرة الدولية التي حيكت بحق عفرين والتي تم بيعها لتركيا، ومع ذلك كانت إرادتنا أقوى من أسلحتهم ومخططاتهم، وصمدنا قرابة شهرين بوجه آلة التدمير والقتل المتطورة التي استخدمتها تركيا بحق عفرين وأهلها”.

ويشير المقاتل أحمد أن من أكثر المواقف التي أثرت فيه هي استشهاد 9 من رفاقه المقاتلين في معارك عفرين، ووقوع أحد رفاقه في الأسر وتعرضه للتعذيب على يد المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا، وحينها جدد أحمد العهد لرفاقه بالانتقام لهم ومواصلة النضال.

وبعد انتهاء المرحلة الأولى من مقاومة العصر في عفرين، عاد أحمد إلى مدينة منبج ليواصل الدفاع عن أرضه وشعبه بوجه كافة التهديدات، ولازال من حينها مرابطاً في جبهات القتال.

يقول المقاتل أحمد في ختام حديثه:” لقد حُرمت كما الآلاف من الشباب من أحلامهم في الدراسة بسبب داعش ومن يدعمهم، لذا قررت أن أكون مقاتلاً يدافع عن أرضه وشعبه لعلنا نستطيع منح الفرصة للأجيال الأخرى لتحقيق أحلامهم وخلق مستقبل مشرق لهم”.

2019-6-1

المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري