رئيس مجلس «منبج» العسكرى: الجيش التركى احتل «جرابلس» السورية ويضع «دواعش» أعرفهم شخصياً فى مقدمة صفوفه

فى عام 1998 كان بالفرقة الرابعة المدرعة بالجيش السورى، يعمل مع ماهر الأسد -شقيق الرئيس السورى بشار الأسد- لكنه أنهى خدمته العسكرية بعد عام ونصف العام فى هذه الفرقة التى تُعد أقوى فرقة على الإطلاق، لكنه لم يعلم أنه سيحارب ذلك الجيش الذى خدمه بعد نحو 13 عاماً، إثر اندلاع الثورة وتشكيل الجيش الحر الذى حمل السلاح فى وجه النظام السورى، وبعد ذلك سيرأس القيادة العسكرية لمدينته «منبج».

محمد أبوعادل، القائد العام لمجلس منبج العسكرى، هو أحد قادة الجيش الحر وقائد كتائب «شمس الشمال» فى كوبانى -عين العرب- فقد حارب النظام السورى فى حماة وحمص وحلب واللاذقية، ثم صد هجوم الدواعش فى كوبانى وهاجمهم فى الطبقة والرقة، وحاصرهم فى الهول والشدادى، واجتاح «منبج» فى عملية تحريرها من يد الدواعش، حتى ترقى وأصبح قائداً عاماً للمجلس العسكرى الذى يحمل على عاتقه حماية المدينة من أطماع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.

محمد أبوعادل لـ«الوطن»: تركيا تستغل الظروف لصالحها و«داعش» بقى على حدودها ولم يطلق عليها طلقة واحدة.. والأمريكيون وعدونى بوقوفهم إلى جوارى ضد الأتراك

يكشف «أبوعادل»، فى حواره لـ«الوطن»، كأول حوار لصحيفة مصرية، مدى استعداد قواته للدخول فى حرب مع الجيش التركى والمسلحين المعاونين له من قوات «درع الفرات»، وكذلك حجم الدعم الأمريكى لجيشه واحتلال تركيا لمدينة جرابلس السورية واستخدام الدواعش فى الصفوف الأولى للجيش التركى، بالإضافة إلى كشف كواليس سقوط عفرين التى وصفها بـ«المؤامرة الدولية».. إلى نص الحوار:

نود أن نتعرف أكثر عليك وعلى تاريخ مشاركتك فى الثورة السورية؟

– قبل الثورة السورية كنت مدنياً أعمل بالتجارة وبالبناء بتصدير واستيراد بضائع مع الكثير من الدول، وأنا من مدينة منبج من مواليد عام 1977 والتحقت بالجيش السورى فى 1998 وخدمت عاماً ونصف عام فى الفرقة الرابعة مع ماهر الأسد،شقيق الرئيس السورى الحالى بشار الأسد. وفى أول الأحداث عام 2011 بدأت مع الثورة السورية وكنت بالمجلس الوطنى السورى -يضم أغلب أطياف المعارضة السورية وبينها الإخوان المسلمون- بعدها صرت قائد لواء، وكنت أقاتل ضد النظام، حتى ظهر «داعش» وصار قتالى مع «داعش» والنظام نفس الشىء، وكنت أنا والفصائل التى كانت موجودة بمنبج نحو 84 كتيبة فى 2012، وفى 2013 دار قتالنا مع «داعش» من بداية هذا العام، بعدها انسحبنا من مدينة منبج إلى كوبانى -عين العرب- وشكلنا غرفة عمليات كانت مشتركة فيها فصائل جيش حر، ووحدات حماية شعب -القوات الكردية السورية- وحينما دار قتال فى مدينة كوبانى لم ننسحب منها، وقتها كنت أنا مسئولاً عن كتائب «شمس الشمال»، وما زالت موجودة هناك حتى الآن، كنت أنا قائداً عاماً لها، وقاتلنا فى كوبانى كفصيل جيش حر تابعين لألوية فجر الحرية، بعدها قاتلنا فى الهول والشدادى -مدينتان شرق سوريا على الطريق من الحسكة لدير الزور- ثم مدينة منبج والطبقة والرقة، شمال سوريا، ودير الزور، شرق سوريا، وكنت مع الجيش الحر.

إذاً أنت كنت عنصراً هاماً فى الجيش الحر وقائد فصيل، فمتى تحولت من الجيش الحر إلى قوات سوريا الديمقراطية، وما الظروف التى دعتك لذلك؟

– طبعاً قوات سوريا الديمقراطية تضم عرباً وكرداً وتركمان وغالبية الطوائف السورية، وتسيطر على شمال سوريا، وتشكلت يوم 10 أكتوبر 2015، وقتها كنا فصيلاً أساسياً من قوات سوريا الديمقراطية مثل كل الفصائل التى كانت تشكلها، واحد يقول نحن شمس الشمال، وآخر يقول أنا فصيل جند الحرمين، وهذه الفصائل موجودة حتى الآن فى لواء تحرير الفرات، لكن تجاوزنا مرحلة التسميات والآن نحن أنظمة أفواج، من ضمن الأفواج قيادة لواء تشرف على هذه الأفواج، القيادة العليا هى مجلس منبج العسكرى، طبعاً أنا قلت كنت فى قيادة كتائب شمس الشمال، كان قبل ذلك معى فى «شمس الشمال» الشهيد فيصل أبوليلى -شخصية نضالية شهيرة- وعدنان أبوأمجد رئيس مجلس منبج العسكرى، لكنه استشهد فى الرقة، ومن بعد استشهاده جئت أنا مكانه فى قيادة مجلس منبج العسكرى، وجاء شخص آخر بدلاً منى فى قيادة كتائب شمس الشمال، وقاتلت النظام السورى فى اللاذقية وحمص وحلب والرقة والطبقة، وبعدها صارت كل معاركنا مع «داعش».

سحبنا قواتنا من حرب دير الزور بسبب تهديدات «أردوغان» والمدينة لا يزال بها خلايا نائمة لداعش والأتراك وإيران.. وسقوط «عفرين» كان مؤامرة دولية.. ونعتمد على قواتنا الأرضية التى لديها أسلحة متوسطة ومدرعات محلية الصنع.. وموعودون بتسليح ثقيل من التحالف الدولى

لكن متى تحديداً اندمجت مع قوات سوريا الديمقراطية التى بالكاد ينبثق منها مجلس منبج العسكرى الذى ترأسه حالياً؟

– كان تشكيل قوات سوريا الديمقراطية فى 2015، وقتها كانت الفصائل المكونة لمجلس منبج العسكرى جزءاً من قوات سوريا الديمقراطية، وكانت مدينة منبج فى قبضة «داعش»، وفى يوم 6 أكتوبر 2016 تشكل مجلس منبج العسكرى، لتحرير المدينة، وكانت معنا قوات دعم، هى قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولى أيضاً، وتمكنا من تحرير منبج، وأصبحت قوات منبج تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية، ولكن قواتنا عائدة لمجلس منبج العسكرى، وإدارتنا هى مدينة منبج، وقراراتها نأخذها هنا فى رئاسة المجلس.

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان هدد بأن تكون منبج هى المدينة التى سيدخلها بعد عفرين، ماذا عن هذا التهديد وأنت المسئول العسكرى لهذه المدينة المهددة؟

– لا أخاف من تهديدات أردوغان، ومنبج وعفرين ليستا بنفس المستوى، لأن مدينة عفرين موجود بها قوات عسكرية روسية ولم تكن تحت سيطرة التحالف الدولى، وبالنسبة إلى منبج كان التحالف الدولى جزءاً من القوات المشاركة فى عملية تحريرها من خلال طيرانها، وكانوا أيضاً موجودين على الأرض معنا، لذلك لما حررنا مدينة منبج كانت هناك عهود من التحالف الدولى بحماية مدينة منبج. وبصراحة هى مصالح دولية، ولكن بالدرجة الأولى والأخيرة نعتمد على قواتنا الموجودة على الأرض، ثم القوات المتحالفين معها.

هل الأمريكيون يقدمون مساعدات أخرى غير السلاح؟

– من بعد تحرير منبج أسسنا أكاديمية تدريب، والتحالف الدولى بقيادة أمريكا لا يقدم شيئاً عشوائياً، وكل شىء منظم، فتحنا أكاديمية تدريب على مستوى العناصر التى تنضم إلى قوات «منبج العسكرى»، وباشروا بعمل كل شىء من أجل هذه الأكاديمية، على أن يتم تدريب الجنود ثم يأخذون الدعم من السلاح بعد التدريب إلى جانب اللباس وكذلك السيارات والسلاح المتوسط للفرق الجديدة التى يتم تخريجها، وأيضاً خرّجنا 4 أفواج جهزناها من القوات الموجودة، وهى قوات جاهزة مدربة تدريباً جيداً وجاهزة للاشتباك ويشرف عليها أيضاً التحالف.

وهل كل القوات من أبناء منبج؟

– طبعاً، كل القوات العسكرية الموجودة فى منبج من منبج وأرياف منبج، لا يوجد فرد من الخارج.

كنا فصائل وألوية كثيرة لكن تجاوزنا مرحلة التسميات بتشكيل قوات سوريا الديمقراطية لأنها تضم كل الأطياف وهدفها موحد.. وما زلت أنتمى للجيش الحر وأرفع علمه ولدىّ قوات ما زالت ترفع شعاره

إذا أردنا توضيح العلاقة بين مجلس منبج العسكرى وقوات سوريا الديمقراطية، ماذا نقول؟

– من البداية كانت قوات مجلس منبج العسكرى جزءاً من تأسيس قوات سوريا الديمقراطية، ولكن بعد تحرير مدينة منبج أصبحت تدير نفسها فى المدينة، وتتابع أمورها بنفسها ولكن تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية، يعنى هى التى تابعت وساعدت قوات منبج على الوقوف على قدميها فى ظل ظروف صعبة كانت كل الأطراف والدول تخلت فيها عنها، كانت قوات سوريا الديمقراطية تحتضن أولاد مدينة منبج الذين نزحوا باتجاه كوبانى، وكانت كوبانى الراعية لمن انسحب من منبج، قسم من الفصائل انسحبوا إلى أعزاز – شمال سوريا- وتركيا، وتخلت عنا هيئة أركان الجيش الحر وقيادة الجيش الحر، ولم يؤيدنا ويساعدنا أحد سوى قوات سوريا الديمقراطية.

هل لذلك خرجت من الجيش الحر وانضممت لقوات سوريا الديمقراطية؟

– أنا لم أخرج من الجيش الحر حتى الآن، وأنا قائد مجلس منبج العسكرى، ما زلت أرفع شعار الجيش الحر ولدىّ قوات شعارها «جيش حر».

وماذا عن الفرنسيين؟

– موجودون مع الأمريكان، ليس لديهم قواعد، ولكن موجودون وهم جزء من التحالف.

إذا أردنا أن نوضح حجم وجودهم، هل هم مستشارون وخبراء كما هم فى العراق؟

– حالياً القوات الفرنسية موجودة مع الأمريكية بكل الدوريات تقريباً وأعدادهم ستزيد فى الفترة المقبلة.

الطيران الأمريكى يحمينا بطائرات «إف 35» المتطورة و«إف 16» ولا أعرف من أين تقلع هذه المقاتلات ولم أسألهم.. والأمريكيون وعدوا بأنهم لن يتركونا حتى تشكيل عملية سياسية لكل سوريا.. وقواتهم أسست أكاديمية تدريب وتقدم الدعم للجنود بالسلاح والسيارات

هل الأمريكان فقط هم من يقومون بالتدريب والإشراف والإنفاق والتسليح على هذه الأكاديميات؟

– لدينا عناصر قدامى يشاركون فى التدريب ونتقاسم التدريب فى اليوم ما بين أمريكيين ومدربين لدينا لديهم خبرات كبيرة، هم لهم عدد محدد من الساعات، ومدربونا كذلك.

تعرف أن عفرين سقطت بطائرات الأتراك فى ظل عدم امتلاك سوريا الديمقراطية بطاريات صواريخ مضادة للطائرات.. وتقول إن الأمريكيين وعدوكم بألا تسقط منبج فى يد الأتراك، فهل من أسباب واقعية لهذا الوعد كدعمهم لكم ببطاريات صواريخ أو أسلحة حديثة تمنع سقوطكم؟

– كلامك صحيح بأن الطيران كان هو المتسبب فى سقوط عفرين، فالطيران له الدور الأكبر، ودولة مثل تركيا الدولة الثانية فى حلف الناتو عندها أسلحة ثقيلة وطيران حديث لم تقدر على أن تصدها قوات أرضية فقط، لكن الأمريكيين لديهم طيران حربى جيد، ودورياتهم مستمرة، وهناك منظومات دفاع موجودة لدى قوات التحالف، وليس لدى قوات مجلس منبج العسكرى، وهى موجودة فى خطوط الجبهة.

لكنى لم أشاهد بطاريات صواريخ أمريكية على الجبهة، أنا كنت هناك.

– حتى الآن بشكل مباشر لا يوجد تحرك لأى طرف تركى باتجاهنا، فقط الموجود أمامنا هو قوات درع الفرات، والقواعد التركية موجودة بالنقاط الخلفية، لذلك لا يوجد شىء يستدعى الصواريخ والبطاريات، لكن بشكل دورى هناك طيران أمريكى مستمر لكشف الجو.

ما نوعيات الطائرات الحربية الأمريكية التى تسيطر على الجو هنا؟

– طائرات الـ«إف-15» وطائرات «إف- 35» الحديثة، وقبل أن تحلق الطائرة يقومون بإبلاغنا، لأنه ليس لدينا مطار حربى فى منبج، فقط مهبط لطائرات أباتشى تقلع من قاعدتهم.

إذاً من أى مطار تقلع الطائرات الحربية الأمريكية الحديثة هذه؟

– أنا لا أعرف من أى دولة تأتى طائراتهم الحربية، ولم أسألهم عن قواعد هذه الطائرات.

هل أنت مطمئن للوجود الأمريكى ودورهم العسكرى؟

– نعم مطمئن، رسائلهم مطمئنة وتحركاتهم، السفير الأمريكى قام بجولات فى المدينة ليطمئن الشعب، وهذا هدفنا، ودعونا الصحفيين ليقوموا بجولات داخل المدينة ويلتقوا بالأهالى دون أن يكون معهم أى عسكرى ليشاهدوا المدينة على طبيعتها، وانطباعهم عن قواتنا ودورها فى بسط الأمن، وأنت كذلك، أعتقد حصلت على جولة فى المدينة بحرية من دون أن يرافقك عسكرى.

إذاً لماذا لم تدافع الولايات المتحدة الأمريكية بقواتها عن عفرين وتحميها من السقوط؟

– هذا كان سؤالاً مطروحاً، وردوا بأنه فى مدينة عفرين ليس لدينا أى وجود ولا أى قاعدة حتى تنطلق منها قواتنا، ونشتغل على الأرض، والطيران وحده لا يكفى، والوجود كان روسياً، فليس من صلاحيتنا التدخل بأى شىء وسوف نكون واسطة حل فقط. وهذا السؤال سألناه للفرنسيين أيضاً وكان نفس الرد، وقالوا إنهم سيدافعون عن منبج وإنه ليس لدينا حالياً قاعدة، لكن فى المستقبل سنبنى قواعد وسوف نحمى منبج مع الأمريكيين ونكون جاهزين بالخطوط.

هل كان سقوطها جزءاً من لعبة دولية؟

– أكيد كان سقوط عفرين جزءاً من لعبة دولية، وكانت مؤامرة.

حتى على الأرض هل لديكم الآليات الأرضية كالدبابات والمدرعات الأمريكية، خاصة أن كل ما أراه بنادق ومدافع روسية الصنع؟

– طبعاً، كل السلاح الموجود فى سوريا روسى، يجوز هناك بعض الهمرات – مدرعات أمريكية- لكن أغلب السلاح روسى، لدينا إمكانيات لأسلحة متوسطة فقط، ولدينا مصفحات محلية الصنع.

وماذا عن الأفواج الجديدة؟

– لدينا الأسلحة المتوسطة، ولدينا وعود بتسليحنا أسلحة ثقيلة قريباً، حتى الآن ليس هناك أى شىء، لكن وعدونا بأسلحة ثقيلة.

بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية، هل تدعم بأسلحة أو ذخائر؟

– لا، الأمريكيون فقط هم من يدعمون بالسلاح والذخيرة، لكن قوات سوريا الديمقراطية تتدخل إذا ما احتاج الأمر وفى الوقت المناسب، والأمريكيون يجهزون سواتر ودشماً وحصوناً على خط الجبهة باتجاه تركيا، ولدينا برنامج وخطط لأى طوارئ تحدث بالمدينة.

هل من تواصل بينكم وبين الجناح المدنى السياسى بالمدينة؟

– نعم يوجد لدينا الإدارة المدنية لمدينة منبج لتنظيم أمور المدينة، وكلهم أيضاً من أبناء المدينة، وهناك تنسيق بشكل مستمر بيننا وبينهم، وعلى الأقل هناك اجتماع كل أسبوع.

لاحظت أن قوات منبج من الصنّاع والمزارعين، ومن أصحاب الأعمال الأخرى الذين تركوا أعمالهم، هل طُرح ذلك خلال اجتماعاتكم وأنه يؤثر على النشاط الاقتصادى؟

– فى البداية، ومنذ تحرير مدينة منبج من يد «داعش»، كان هناك استقرار فى النشاط الاقتصادى، وكان سوق العمل مستقراً ونسبة العمل كانت 90% لأبنائها، لكن بعد تهديدات تركيا ضعف منسوب الاقتصاد والتجارة والاستثمار، وحالياً بعد التصريحات الأمريكية، بدأت الأوضاع تتحسن، وبدأ الانتعاش من جديد، حيث لدينا 5 معابر للتجارة والاستثمار مع النظام و«درع الفرات» التركية.

عندما دخلتم انسحب «داعش» إلى الشمال نحو جرابلس، فهل درع الفرات هم داعش؟

– لا أحسم بأن كل درع الفرات عناصر «داعش»، لكن أقول نسبة كبيرة منهم «داعش»، غيروا اللباس فقط، حتى إن بعضهم ما غيّروا اللباس، أنا أعرفهم، وأنا كنت بالجيش الحر، وأعرفهم شخصياً كلهم، وأعرف الذى كان بالجيش الحر وانتقل إلى «داعش»، وأعرف الذى كان «جيش حر» وانضم إلى «داعش» ثم عاد مرة أخرى إلى الجيش الحر، أنا من مدينة منبج وأعرف كثيرين من الدواعش فى «درع الفرات». والجيش الحر الحقيقى لم يعد موجوداً، الأغلب هاجروا إلى أوروبا والبعض أصبح مرتزقة يعمل بالمال، الواحد منهم يصبح «داعش»، والداعشى يصبح «جيش حر»، الجميع فقد هويته وأصبح المال هو الشىء الأساسى، وجميعهم الآن تبعية تركية قولاً واحداً، وبدون تركيا لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة، وطُلب منا لقاءات معهم، وأنا أعرف أنهم بدون الأتراك لا يقدمون على أى مقابلة، وحالياً غيّروا علم الجيش الحر وجعلوه علم تركيا، أصبحوا مرتزقة قولاً واحداً.

كيف يكون تعاملكم مع القذائف التى تطلق عليكم منهم، سواء هاون أو مدافع رشاشة بأعيرة ثقيلة؟

– القذائف قليلة، يكون هناك إطلاق من سلاح متوسط مدفع 14 ونص «م- ط»، أو مدفع 23 ملم، ويكون هناك رد من جانب قواتنا لإيقاف هذا التعدى، هناك قادة على الجبهات ومن حقهم أن يردوا، وليس فى كل مرة يردون بإطلاق النار عليهم، بل أحياناً القوات الأمريكية هى التى ترد بالطيران.

بم تفسر وجود قوات درع الفرات إلى جانب تركيا؟

– تركيا أقامت مشروعاً حتى تستغل الظروف الحالية، و«داعش» استمرت 3 سنين على حدود تركيا ما أطلقت طلقة واحدة باتجاه تركيا، فى 2012 كان يدخل لنا من حدودها قوات تقاتل النظام، وبعدها أصبحت تصدر لنا «داعش» الذى دخل من تركيا حتى يقاتل الجيش الحر، كله مصلحة.

بالنسبة إلى جرابلس السورية.. هل لديكم معلومات من خلال العائلات هناك أن أتراكاً موجودون داخل «درع الفرات»؟

– أولاً، جرابلس كانت سورية، والآن أصبحت تركية، وتركيا تحاول أن تأخذ المناطق السورية إليها، الخط الأمامى لدرع الفرات والخط الخلفى جيش تركى، ونعتبر أنفسنا أمام حدود تركية وليست سورية، تركيا احتلتها خلاص.

هل من مساع لاستعادتها؟

– من البدايات، أول ما أخرجنا «داعش» كانت تتجه إلى الشمال نحو تركيا، وصلنا لحدود جرابلس، وعندما وصلنا جرابلس قام الطيران التركى بقصفنا، ولما طلبنا من التحالف التصدى لهذا الطيران، ردت قوات التحالف أن اتفاقنا كان على مدينة منبج فقط وليس أى تقدم آخر، وهذا ما يعنى أن الأمور هنا تسير باتفاقيات دولية، وبالنسبة إلى طموحاتنا فليست استعادة جرابلس فقط، بل استعادة كل سوريا لتعود دولة موحدة.

إلى أين ستذهب منبج وسط هذه المصالح الدولية؟

– أعتقد أننا لا نقول منبج ذاهبة إلى أين، بل نقول كل سوريا، أكيد الأوضاع يستحيل أن تعود مثل 2010، مثل قبل الثورة، الشعب راح منه شهداء كثيرون، بعض الأماكن تم بيعها بشكل كامل، تم بيع حلب وحمص والغوطة، وحالياً منبج أوضاعها جيدة لكن فى الفترات المقبلة لا أحد يعلم ماذا سيحدث.

لم أرَ كتائب لمنبج تشارك فى الحرب بدير الزور التى تشارك الآن فى المرحلة الثانية من عاصفة الجزيرة لطرد «داعش»، لماذا؟

– كنا نشارك فى الحرب بالطبقة والرقة ودير الزور فى المرحلة الأولى من الحملة، ولكن بعد التهديدات على مدينة منبج، سحبنا كل قواتنا إلى مدينة منبج ولم نشارك فى الحرب الجارية الآن بدير الزور.

سمعنا أن ضمن كتائب منبج مقاتلين كانوا بصفوف «داعش» ولكن تابوا والتحقوا بهذه القوات ليحاربوا «داعش»؟

– لا أعتقد أن هذه المعلومة صحيحة، لأننى لا أقبل أى داعشى حمل السلاح ولا أضعه فى صفوف العسكرة، لكن كان هناك موظفين إداريين نحن سامحناهم وتركناهم طالما هم مدنيون لم يحملوا السلاح، وبعضهم حصلوا على جزائهم، وأنا أعرف مئات الدواعش فى منبج ولكنهم موظفون بالإدارة. ولدينا جهات استخباراتية، وكذلك الأهالى يساعدوننا فى الإرشاد عنهم، ورغم أنه مرت سنتان على تحرير المدينة من يد «داعش» إلا أنها لا يزال بها خلايا نائمة ويتم القبض عليهم، ومن ثم محاسبتهم، وليس فقط خلايا نائمة للدواعش بل للأتراك والإيرانيين أيضاً.

لماذا خلايا نائمة إيرانية؟

– لأنهم موجودون مع نظام بشار فى النقاط الأمنية وحراسة الجبهات ويعملون لصالحه.

كيف عرفت أنهم إيرانيون موجودون فى المناطق العسكرية السورية؟

– أنا أعرفهم، كلهم ميليشيات إيرانية وجنسيات إيرانية، بيننا وبين النظام 500 متر فقط، والناس المدنيون يذهبون ويأتون ويعطوننا المعلومات، وكما هم يعطوننى المعلومات هناك مدنيون آخرون يعطونهم معلومات عنا أيضاً.